بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: غزالة .. المرأة التي خشي الحجاج منازلتها بالسيف! الخميس 16 يونيو 2011 - 11:33 | |
| فارسة الخوارج! غزالة .. المرأة التي خشي الحجاج منازلتها بالسيف! كانت تقاتل بجوار زوجها شبيب وتسعدها رؤية الدماء والأشلاء! القصة تتحدث عن امرأة اسمها (غزالة).. وغزالة تلك كانت من الخوارج، وكانت شجاعتها مضرب الأمثال، كما كان زوجها (شبيب بن يزيد) أيضا مضرب الامثال في الشجاعة، وكان شبيب هذا أميرا للخوارج، قيل عنه إنه قتل خمسة من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي، وهزم له عشرين جيشا.! وكانت زوجته هذه خطيبة بارعة في الخطابة، كما كانت تحارب وتقاتل معه في ميدان القتال، غير آبهة بخطر، ودون ان تخشي منازله الفرسان.. بما فيهم تحديها للحجاج بن يوسف الثقفي نفسه علي غلظته ودمويته ووحشيته! * * * و الخوارج طائفة أحدثت في المجتمع الاسلامي فتنة عارمة لتكفيرهم كل من لم يكن معهم على من يحاربونه ولو كان موقفه سلبيا أو محايدا. ومع ذلك فقد امتاز هؤلاء المتطرفون بالجرأة والشجاعة النادرة .... وقد حاربهم الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان بلا هوادة.. * * * الحجاج هذا بكل غلظته، وقفت أمامه (غزاله) في إحدي المعارك، بعد أن قتلت العديد من فرسانه، ثم طلبت منه المبارزة، فخاف منها الحجاج، وهرب من هذه المواجهة.. فيره عمران بن قحطان بتلك الأبيات اللاذعة التي تقطر تهكما وزراية؟
أسد علي، وفي الحروب نعامة ......فتخاء تنفر من صفير الصافر هلا برزت إلي غزالة في الوغي ....بل كان قلبك في جناحي طائر!!
أما زوجها فهو رجل من جبابرة الخلق وعتاتهم، له امرأة علي غراره، قيل أنها كانت فقيهة أيضا وخطيبة، فهي معتزة بجبروت رجلها، حتي أنها قالت له يوما: باشبيب..!.. لقد نذرت لله نذرا سألتك أن تعينني علي الوفاء به؟ وماذاك ياغزالة يرحمك الله؟ أن أصلي في مسجد الكوفة الجامع ركعتين، أقرأ في الأولي سورة البقرة، وفي الثانية سورة آل عمران. ( و الكوفة مدينة الحجاج) وما أدراك ما الكوفة آنزاك.
* * * والعجيب ان شبيب حقق أمل زوجته (غزالة) فزحف بجيشه نحو الكوفة، وقتل في طريقه من قتل من رجال الحجاج، ودخل الكو فة نفسها وفيها الحجاج وجنده، وسار في شوارعها وبجواره غزالة حتي دخلت المسجد لتصلي فيه، ووقف هو وبعض جنوده عند البا بالحراستها، حتى أدت نذرها وعاد من حيث قدم !! ويقال عنها انها كانت تهاجم المدن ومعها مجموعة من النساء، حتي قال فيها خزيمة بن فاتك الأسدي: أقامت غزالة سوق الضرار ....لأهل العراقين حولا قميطا سمت للعراقين في جيشها .....فلاقي العراقان منها أطيطا
(والاطيط) هو الصوت يخرج عند اشتداد الكرب، او هو حنين الابل الي معاطفها، والمعني: أن أهل العراق لقوا منها الويل والحرب!! والمحللون لشخصية هذه المرأة الجريئة التي لاتعبأ بالحروب، ولاتخشي الرجال، والتي كانت تقاتل وتقتل، ولاتخشي رؤية دماء الضحايا، ولاتعاف رؤية الأشلاء، ماكانت تفعل كل ذلك، إلا أنها كانت تري في زوجها شبيب القدوة والمثال. فهو جريء لايعرف الخوف، شديد لايعرف اللين، يدافع عمعا يعتقد دفاعا دونه الموت. وكانت هي تقلده في كل ذلك. تراه لايهاب الموت فلم تهب نهاب الموت.! وتراه متعطشا للدماء، فتاقت نفسها لرؤية الدماء.! لم تحارب عن فكر.. ولم تحارب عن دين.. بل حاربت وهي تعتقد ان مايخالف رأيها أو يخالف رأي الخوارج مصيره الموت.. كانت تحارب عن ضيق أفق. وتحارب عن تعصب ممقوت او كما يقول الامام الغزالي في كتابة المنقذ من الضلال: 'إن للإسلام عدوا من الخارج، هو أقل خطرا كالمشركين والوثنيين. وعدوا من الداخل هو أشد خطرا كمسلم جاهل لايفهم دينه، ويتعصب لجهله وضلاله.!
* * *
وتمر الأيام ويغرق زوجها شبيب عندما نفر به جواده، وسقط في دجلة.. وانتهت حياته! وإذا بغزالة وقد فقدت الرجل التي كانت تري فيه كل مثلها، قد انهارت قواها، ولم تعد لديها القدرة علي التحدي والقتال.. ماتت فيها هذه الروح، ووهن فيها العزم، ولم تعد هي هي التي تخوض المعارك ولايهمها يجور الدم.. حتي انها في أول مواجهة منيت بهزيمة ساحقة، وقتلت في هذه المعركة.. و.. أسدلت الايام ستار النسيان علي امرأة كانت في يوم من الايام تملأ الحياة خوفا ورعبا، لانها كانت تتمثل بزوجها الذي عاش حياته، وهو يري انه علي حق، وغيره علي الباطل، ولم يفكر او يعمل عقله مرة واحدة، حتي يثوب لرشده وتثوب معه الجماعة التي تعلقت به، وآمنت بفكره!
مراجع
نساء محاربات .. صوفي عبدالله تاريخ العالم الاسلامي ... د. حسن حسني عقيدة المسلمين .. د. محمد عبدالمنعم القيعي. والعقائد الباطلة.
| |
|