قصة الخاطب وصهره

مع غبائه كان كثير الثرثرة ، و لسانه دائما يسبق تفكيره ، أراد أهله أن يزوجوه ، فاختاروا له فتاةمن عائلة محترمة ، ذهبوا جميعا إلى بيت العروس لخطبتها ، واجتمعت العائلتان في القاعة يتبادلون أطراف الحديث ، و في تلك الأثناء دخل والد الفتاة و كان يملك أذنا واحدة فقط ، فما إن وقعت أنظارالشاب على صهره حتى همّ أن يقول شيئا ،
... فهمس والده في أذن ابنه الخاطب (وهو الأدرى بطبائع ولده) قائلا : إياك أن تتفوه بشيء ؟ فقال الابن : حسنا لن أتكلم بشيء ،
بدأ الصهر يلقي على مسامع ضيوفه عبارات المجاملة والترحيب و يحاور الوالد تارة و الوالدة تارة أخرى ، لكن الشاب المسكين ضاق ذرعا بالصمت الذي طوقه به أبوه ، فبدأ يغلي داخليا و يقول في نفسه :" صهري بأذن واحدة ؟ ما الذي حلّ به ؟ هل وقع له حادث في صغره ؟ هل عظّه
كلب مسعور ؟ لا أدري ، أعتقد أنه ولد هكذا ؟....... ،
و بينما الابن منهمك في حل شفرة الأذن اللغز لصهره ، حتى بادره الصهر بسؤال قائلا : يا بني جميع الأفراد تكلموا إلا أنت ، نريد رأيك في الموضوع ، قال الشاب : صهري العزيز ، كم يشرفني أن تكونوا أصهاري ، و عائلتكم محترمة و عريقة ، و ابنتكم لا محالة هي المرأة التي أريدها أمّا لأبنائي ، لكن يا صهري العزيز لدي سؤال لك هل تجيبني عليه ، (عندئذ ارتعدت فرائس والدي الشاب و أيقنوا أن سؤال ابنهم الذي سيطرحه سيفسد كل شيء)
فقال والد الفتاة : تفضل سل عما بدا لك ،
فقال الشاب : صهري العزيز ، هل في طعامك تأكل الجزر ؟
الصهر : طبعا يا بني الجزر من الخضر التي لا يخلو منها طعام
الناس قاطبة ؟
الشاب : أحسنت يا صهري ، لأن في الجزر فيتامين أ
الصهر : طبعا.
الشاب : و إذا نقص فيتامين أ من جسمك فستصاب بقصر النظر
الصهر : أكيد يا بني
الشاب : و إذا أصبت بقصر النظر ، فسترتدي نظارات
الصهر: هو ذاك
الشاب : و إذا ارتديت نظارات فأنت ـ يا صهري العزيز ـ أحوج ما تكون إلى أذن أخرى كي تثبت النظارات في عينيك فلا تزحزح