العيش دون دفع فاتورة الكهرباء أصبح حقيقة واقعة أصبح بإمكان المواطنين الألمان شراء منازل تزوِّد نفسها بنفسها بشكل كامل بالطاقة اعتماداً على أشعة الشمس. ولكن كيف يتم تزويد هذه المنازل بالطاقة عند غروب الشمس؟ وماذا لو كانت السماء ملبدة بالغيوم لمدة أسبوع دون أشعة شمس؟
خلايا شمسية حول ما إذا كانت قوة الطاقة الشمسية في ألمانيا تكفي لجعل سكان المنازل يكتفون ذاتيا بالطاقة الشمسية ويستقلـّون عن مؤسسات التزويد بالكهرباء والغاز وبالتالي عدم الحاجة لدفع فواتيرها، يقوم الباحثون في معهد بحوث الطاقة الشمسية في مدينة هاملن وسط ألمانيا في ولاية سكسونيا السفلى بدراسة جدوى ذلك وتقييم ما إذا الأمر مجرد تجربة أم توجه موجود على الواقع قد يطغى على منازل ألمانيا في المستقبل القريب.
ويرى الباحث رولان غوسليش من المعهد البحوث أن المسألة أكثر من مجرد تجربة ويضيف قائلاً:" لكن لا يمكن الجزم بأن جميع المنازل في ألمانيا ستكون مكتفية ذاتيا بالطاقة الشمسية على المدى المنظور". لكنه يؤكد أن التقنية متوفرة ومتاحة ويمكن الاعتماد عليها وهي قابلة للتطوير أيضاً.
اكتفاء المنازل ذاتيا بالطاقة الشمسية بدأ بالفعل على المستوى التجارياِدفع مئة ألف يورو وتخلـَّص من فواتير الكهرباء إلى الأبدتسخين مياه الحمام والمطبخ بواسطة الطاقة الشمسية أمر بديهي جدا للمهندس ميشائيل أوبارمان لأن الشركة التي يعمل فيها تزوِّد المنازل في ألمانيا منذ عشرين عاما بألواح الخلايا الشمسية. والشيء الجديد في الأمر هذه المرة هو أن المنازل يمكنها الاعتماد كليا على الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة بنفسها بشكل مستقل وذاتي تماماً ودون الحاجة إلى أي مصدر للطاقة من خارجها.
ومن أراد من المواطنين أن يشتري منزلاً كهذا فيجب أن يدفع تكاليف إضافية على سعر المنزل تبلغ حوالي مئة ألف يورو: هي ثمن تجهيزات الطاقة الشمسية ومنها الخلايا الشمسية التي تُركـَّب على سطح المنزل ومنها أيضاً خزان لحفظ المياه الساخنة والذي يقول عنه ميشائيل أوبارمان: "يتم استخدام الماء الدافئ على مدار العام لأغراض التدفئة وتسخين مياه الحمام والمطبخ"، ولكن يتم تحويل معظم الطاقة الشمسية إلى تيار كهربائي يُستخدم لأجهزة الإضاءة وللطبخ والغسيل وغيرها.
أمر مثير للاهتمام أن يعيش الإنسان في العصر الحديث في منزله دون أن يدفع فاتورة كهرباء الإضاءة أو فاتورة غاز الطبخ كما تقول إحدى زبونات الشركة وتتابع قولها:"من الجيد أن تكون مصادر الطاقة في المنزل مستقلة وغير معتمدة على مؤسسات التزويد بالطاقة".
بطاريات التخزين تحل محل أشعة الشمس مؤقتاً
الثنائيات الكهربائية أو ما تعرف بالديودات هي مصابيح موفرة للطاقةقلب النظام الكهربائي الشمسي في المنزل عبارة عن أربعة وعشرين بطارية من بطاريات الرصاص الحمضية الموجودة خارج المنزل وهي تشبه في شكلها إلى حد ما بطاريات السيارات، ومهمتها هي تخزين الطاقة و تزويد المنزل بها في الليل عندما تكون الشمس قد غربت، كما يقول المهندس ميشائيل أوبارمان موضحاً أنّ:"السعة التخزينية لمجموع هذه البطاريات تبلغ ثمانية وأربعين كيلووات ساعيّ يتم من خلالها تزويد المنزل بالطاقة عند عدم وجود أشعة الشمس".
وإذا تم في المنزل استخدام الأجهزة الموفرة للكهرباء، كمصابيح الثنائيات أو ما تسمى بالديودات، فإن هذه البطاريات تكون قادرة على تزويد المنزل لمدة ثمانية أيام بالطاقة. ومن الجدير بالذكر أن المنازل المكتفية ذاتياً بالطاقة الشمسية يمكنها أيضاً تزويد سيارات أصحابها الكهربائية بالطاقة اللازمة أيضاً.
كريستيان بريسليوس/ علي المخلافي
مراجعة: يوسف بوفيجلينالمصدر:http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,15170457,00.html