بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: واعلم أن كل امرئٍ حيث وضع نفسه السبت 15 أكتوبر 2011 - 21:54 | |
| واعلم أن كل امرءٍ حيث وضع نفسه ..
قال العلامة ابن حبّان البُستي - رحمه الله تعالى : " واعلم أن كل امرئ ٍ حيث وضع نفسه وإنما ينسب الصانع إلى صناعته ، والمرء يعرف بقرينه ، وإياك وإخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم ويحزنون من صادقهم وقربهم أعدى من الجرب ، ورفضهم من استكمال الأدب ، واستخفار المستجير لؤم ، والعجلة شؤم ، وسوء التدبير وهن . والإخوان اثنان : فمحافظ عليك عند البلاء ، وصديق لك في الرخاء فاحفظ صديق البلاء وتجنب صديق العافية فإنهم أعدى الأعداء . ومن اتبع الهوى مال به الردى ، ولا يعجبنك الجهم من الرجال ، ولا تحقر ضئيلا كالخلال ، فإنما المرء بأصغريه : قلبه ولسانه ، ولا ينتفع به بأكثر من أصغريه . وتوق الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي ، ولا تفرش عرضك لمن دونك ، ولا تجعل مالك أكرم عليك من عرضك ، ولا تكثر الكلام فتثقل على الأقوام ، وامنح البشر جليسك والقبول ممن لاقاك . وإياك وكثرة التبريق والتزليق ، فإن ظاهر ذلك ينسب إلى التأنيث ، وإياك والتصنع لمغازلة النساء وكن متقربا متعززا منتهزا في فرصتك رفيقا في حاجتك متثبتا في حملتك ، والبس لكل دهر ثيابه ومع كل قوم شكلهم . واحذر مَا يلزمك اللائمة في آخرتك ، ولا تعجل في أمر حتى تنظر في عاقبته ولا ترد حتى ترى وجه المصدر . ....وليكن السواك من طبيعتك وإذا استكت فعرضا ، وعليك بالعمارة فإنها أنفع التجارة ، وعلاج الزرع خير من اقتناء الضرع ، ومنازعتك اللئيم تطمعه فيك ، ومن أكرم عرضه أكرمه الناس وذم الجاهل إياك أفضل من ثنائه عليك ومعرفة الحق من أخلاق الصدق ، والرفيق الصالح ابن عم ، ومن أيسر أكبر ، ومن افتقر احتقر قصر في المقالة مخافة الإجابة ، والساعي إليك غالب عليك ، وطول السفر ملالة وكثرة المنى ضلالة ، وليس للغائب صديق ولا على الميت شفيق ، وأدب الشيخ عناء وتأديب الغلام شقاء والفاحش أمير والوقاح وزير والحليم مطية الأحمق والحمق داء لا شفاء له والحلم خير وزير والدين أزين الأمور والسماجه سفاهة والسكران شيطان وكلامه هذيان ، والشعر من السحر والتهدد هجر ، والشح شقاء والشجاعة بقاء ، والهدية من الأخلاق السرية وهي تورث المحبة ، ومن ابتدأ المعروف صار دينا ، ومن المعروف ابتداء من غير مسألة ، وصاحب الرياء يرجع إلى السخاء ولــّرياء بخير ، خير من معالنة بشر ، والعرق نزاع والعادة طبيعة لازمة إن خير فخير وإن شرا فشر ، ومن حل عقدا احتمل حقدا ومراجعة السلطان خرق بالإنسان والفرار عار والتقدم مخاطرة وأعجل منفعه إيسار في دعة وكثرة العلل من البخل ، وشر الرجال الكثير الاعتلال ، وحسن اللقاء يذهب بالشحناء ولين الكلام من أخلاق الكرام " ا.هـ . لابن حبان البُستي - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
| |
|