بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: حمص .. المكان و الزمان المناسبان لرد السبت 25 فبراير 2012 - 22:00 | |
| حمص .. المكان و الزمان المناسبان لرد يشن النظام السوري منذ عدة أيام هجوما على الكثير من المدن و بشكل خاص مدينة حمص التي تشهد قصفا عنيفا و عشوائيا على أحيائها اشتد بعد الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الذي اعتبره بشار الأسد ضوء أخضر لإبادة ساكني المدينة. هذا الهجوم ليس له إلا تفسير واحد و هو أن النظام يريد إنهاء الثورة حتى لو كلفه ذلك تكرار جريمة حماة في حمص أو حماة نفسها و غيرها من المدن ، و أمام آلاف مقاطع الفيديو التي تنقل المظاهرات و الدمار الذي لحق بالسكان و جرائم النظام منذ أكثر من عشرة أشهر لم يعد أي مجال لتصديق الرواية الرسمية التي تتحدث عن مؤامرة ضدها بسبب النهج المقاوم و الممانع لنظام و أن ما تبثه الفضائيات هو فيديوهات مفبركة ، خاصة بعدما أثبتت الوقائع و بالصور أن النظام هو الذي يفبرك التفجيرات و يهيئ لها مسرح الجريمة حتى أن وزير الخارجية نفسه انخرط في اللعبة بعرض مقطع فيديو من لبنان على أساس أنه في سوريا. و حتى إذا سلمنا جدلا مع النظام بأن ما يجري مؤامرة فهل حمص هي المكان و الزمان المناسبان لرد؟ هذه هي العبارة التي لم يمل النظام من ترديدها طيلة عقود عند تعرضه لأي هجوم إسرائيلي بأن سوريا تملك حق الرد و أنها ستختار الزمان و المكان المناسبان لذلك ، و هلل الكثيرون لحكمة النظام و حساباته الجيدة و عدم انجراره إلى معركة كما تريدها إسرائيل. مسايرة أطروحة النظام تفترض أيضا أن المؤامرة هدفها إسقاطه و القائمون عليها ذاهبون في ذلك حتى النهاية ، و من هنا فعلى النظام السوري إذا كان فعلا يريد مواجهة المؤامرة أن يتجه مباشرة إلى من يقف وراءها و هو على مرمى حجر منه بل و في أراضيه التي يحتلها منذ أربعة عقود ، و القانون الدولي يسمح له بتحريرها ، لذلك فإن المكان الذي يجب أن تكون فيه دبابات بشار الأسد هو على الجبهة الجولانية و ليس حمص الأبية ، فمن يتمالك نفسه ضد عدوه أربعة عقود و لا يطلق باتجاهه رصاصة واحدة حتى لما تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق قصره و تستهدف ما قيل أنه موقع لمفاعل نووي في دير الزور دون أن يرد بمضادات الطيران لمجرد الرد و ليس لإسقاطها و يخرج على الإعلام بأنه تصدى لاختراق العدو الإسرائيلي لمجاله الجوي ، و لكنه حتى هذه لم يقدر عليها ، و في المقابل تدك دباباته حمص و غيرها من المدن السورية و يحصد جيشه أرواح آلاف السوريين غير مفرق بين الطفل و الشيخ و الرجل و المرأة و تعتبر ذلك مواجهة للمؤامرة. كل ما قام به النظام ضد من يفترض أنه عدوه هو فبركة مظاهرات قرب الحدود في ذكرى النكبة قصد منها توجيه رسالة لإسرائيل بأن هذا أحد السيناريوهات المتحملة إذا لم نبقى في الحكم و صرح بها رامي مخلوف للصحافة الأمريكية علانية : أمن إسرائيل من أمن سوريا. و الأسوأ من ذلك كله أن يتقدم حزب الله الصفوف مسخرا إعلامه للدافع عن النظام بما في ذلك أمينه العام الذي اعتبر ما يجري في حمص أمر عادي و شوية إطلاق رصاص في اتصال مع أحدهم من هناك ليس له علاقة بالنظام ، هكذا و بكل بساطة يختصر نصر الله ما يجري في حمص ، و لتذكير فإن الحزب أيضا ما انفك زعيمه يتحدث عن الزمان و المكان المناسبان لرد على اغتيال قائده عماد مغنية و ها هي تمر سنوات دون أن يحصل ذلك و الحدود مع إسرائيل لا تختلف عن نظيرتها في الجولان مع الإشارة إلى أن الاغتيال تم في سوريا و الحزب أيضا اعتبر اجتياحه لبيروت يوما مجيدا. أما إيران فهي التي ردد قبل أيام وليها الفقيه علي خامنئي في ذكرى الثورة تلك الشعارات التي أوصلت الخمينيين إلى السلطة بأن إسرائيل و رم سرطاني يجب استئصاله و أنها ستنتقم من أي هجوم عليها و هددت بغلق مضيق هرمز إذا منع تصدير نفطها ، أما الزمان و المكان المناسبان لرد فهما كما صرح بذلك الجنرال سليماني في العراق و لبنان و دول الخليج العربي التي لم تتوقف مؤامرات النظام ضدها منذ ثلاثين سنة، أما الشيطان الأكبر و الأصغر فالحديث لم يتوقف عن صفقات بينهم هنا و هناك. و في سوريا فإن فيلق القدس الذي أرسل إلى الجولان وجد لافتة أما حمص بالفارسية تقول هنا الجولان. ما كان الشعب السوري ليسمح لتنظيمات إرهابية أو عملاء ليبقوا بينه و يضطر النظام لقصف مدنه بالمدافع للقضاء عليهم ، و ما كان لينخدع بفبركات الإعلام طيلة عشرة أشهر ، إنه يدرك الحقيقة التي طلبها وزير الخارجية التركي دود أوغلوا عندما حث الرئيس السوري بإقناع الشعب بالإصلاحات قبل تركيا.
بوزيدي يحيى مجلة الفكر الحر | |
|