روائع في الفطنة
- قال ثمامة: دخلت إلى صديق أعوده، وتركتُ حماري على الباب، ولم يكن معي غلامٌ يحفظه، ثم خرجت، وإذا فوقه صبيٌّ، فقلتُ: أركبتَ حماري بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب فحفظته لك. قلت: لو ذهب كان أحب لي من بقائه. قال: إن كان هذا رأيك فيه، فاعمل على أنه قد ذهب، وهبه لي، واربح شكري. فلم أَدْرِ ما أقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رُوِيَ أنَّ رجلاً خطب امرأة، وتحته أخرى،
فقالوا: لا نزوِّجك حتى تطلِّق.
فقال: اشهدوا أني قد طلقتُ ثلاثًا. فزوَّجُوه، فأقام على امرأته، فادَّعى القوم الطلاق،
فقال: أما تعلمون أنه كانت تحتي فلانةٌ بنت فلانٍ فطلَّقْتُها؟ قالوا: بلى. وكانت تحتي فلانةٌ بنت فلانٍ فطلَّقْتُها؟ قالوا: بلى. وكانت تحتي فلانةٌ فطلَّقْتُها؟ قالوا: بلى.
قال: فقد طلَّقْتُ ثلاثًا ( يعني طلق ثلاثة نسوة قبل أن يخطب من عندهم). فبلغ إلى عثمان فجعلها نيِّته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الرشيد أنه كان في داره حزمة خيزران، فقال لوزيره الفضل بن الربيع: ما هذه؟
فقال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين. ولم يُرِدْ أن يقول الخيزران، (لأن أم الرشيد كان اسمها خيزران)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأى المعتصم أسدًا، فقال لرجلٍ قد أعجبه قوامه وسلاحه: أفيك خيرٌ؟ فعلم أنَّه يريد أن يقدِّمه إلى الأسد، فقال: لا يا أمير المؤمنين. فضحك المعتصم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انفرد الحجَّاج يومًا عن عسكرهِ، فلقي أعرابيًّا، فقال له: كيف الحجَّاج؟
قال: ظالمٌ غاشم. قال: فهلاَّ شكوتموه إلى عبد الملك.
قال: هو أظلم وأغشم. فأحاط به العسكر، قال: أركبوا البدوي. فلما ركب سأل عنه، فقيل له: هذا الحجَّاج. فركض خلفه وقال: يا حجَّاج.
قال: ما لك؟ قال: السرُّ الذي بيني وبينك لا يطَّلع عليه أحد.
فضحك منه وأطلقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : أخبار الظراف والمتماجنين -ابن الجوزي