بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: أشكال التقصير الدراسي السبت 8 سبتمبر 2012 - 12:19 | |
| أشكال التقصير الدراسي عند استعراض نماذج مختلفة من الأطفال المقصرين،ومحاولة استقراء الأشكال المختلفة لتقصيرهم لاستطعنا أن نلحظ الأشكال التالية: 1-التقصير الجزئي:هناك أطفال يجدون صعوبة في فهم أجزاء من المادة الدراسية،حيث يجدون صعوبة أحياناً في استيعاب بعض دروس الرياضيات المتعلقة بمادة الجبر مثلاً،بينما لا يجد هؤلاء مثل هذه الصعوبة في فهم مادة الهندسة، أو قد يجد هؤلاء صعوبة في فهم بعض دروس الجبر دون بعضها الآخر. وهناك بعض الأطفال يجد صعوبة في فهم بعض المواد دون بعضها الآخر، فهذا يفهم دروس اللغة العربية بينما لا يفهم دروس العلوم، أو الرياضيات ويعزف عنها لصعوبتها عنده. 2-التقصير العام:هناك آخرون من الأطفال يعانون من صعوبة في فهم كل المواد الدراسية،فقد يجد هؤلاء صعوبة في فهم أي مادة من مواد المنهاج الدراسي المقرر بشكل عام،لذلك يلاحظ الأهل بأن أحد أطفالهم قد ينصرف إلى مشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب الرياضية بدلاً من قراءة دروسه ومراجعتها،وأداء واجباته المدرسية. أسباب التقصير الدراسي يمكن أن نرد أسباب التقصير الدراسي عند الأطفال إلى عدة أسباب،منها: 1-كره المادة الدراسية لصعوبتها أو لسوء معاملة المعلم له. 2-أسلوب المعلم في تقديم المعلومات للطفل،فإذا كان هذا الأسلوب مشوقاً،فإن الطفل يقبل على التعلم بسبب حبه لمعلمه، أما إذا كان الأسلوب خالياً من التشويق فإن الطفل ينفر من التعلم، ويهمل دروسه. 3-عدم انسجام الطفل مع البيئة المدرسية نتيجة الفشل الذي يعاني منه. 4-تأثير زملائه الذين يكرهون المدرسة،وينصرفون عن أداء واجباتهم إلى ممارسة الألعاب الرياضية. 5-صعوبة لتركيز الذهني عند الطفل. 6-تخلف النمو العقلي عند الطفل بسبب الأمراض، أو بسبب نموه الجسدي المتسارع. 7-الأمراض المزمنة التي تصيب الطفل في سن مبكرة فتؤثر عليه وتجعله يلتفت إلى الاهتمام بنفسه وصحته بدلاً من الاهتمام بدروسه.
كيف نشجع الطفل على تجاوز التقصير؟ إن الطفل بحاجة إلى بث روح التشجيع في نفسه باستمرار للتغلب على الصعوبات التي يجدها في طريقه،ومن هنا لابد من بعض الخطوات في هذا الجانب حتى نستطيع أن نساعد الطفل المقصر على تجاوز تقصيره،منها: 1-لابد أولاً من تحديد نوع التقصير الذي يشكو منه الطفل،هل هو تقصير جزئي في مادة أو أكثر،أم أنه تقصير عام يشمل كل المواد الدراسية؟ ويتم تحديد ذلك بالتعاون بين الأسرة وبين معلمي المدرسة أو إدارتها. 2-محاولة معرفة أسباب هذا التقصير حتى يمكن معالجتها، هل هي أسباب مرضية،أم أنها تعود إلى علاقته بزملائه أو بمعلمه، أم أنها أسباب نفسية خاصة. 3-مكن بعد معرفة هذه الأسباب محاولة معالجتها بتأن وصبر،فإذا كانت الأسباب مرضية،يمكن التعرف عليها بإجراء فحوصات طبية وجسدية ونفسية للطفل لتحديد نوع المرض الذي يشكو منه، ومعرفة هل هو مرض طارئ، أم أنه مرض ممن؟ثم العمل على علاجه،خاصة تلك الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل سلبي وكبير على تعلم الطفل. 4-إذا كان التقصير بسبب كره الطفل للمدرسة لسوء علاقته بزملائه أو بالمعلم،فيجب الأخذ بيده عن طريق تشجيعه على حب المدرسة،ويتم هذا التشجيع بالتعاون بين المعلم والأهل،ويتم ذلك بأن يلجأ المعلم إلى شرح الدروس وتقديم المعلومات للطفل بشكل أكثر سهولة،والتركيز على النقاط الهامة،والاهتمام الفردي بالطفل المقصر،وتكليفه بواجبات مدرسية منزلية خاصة غير تلك التي يكلف بها بقية زملائه،وعلى الأهل مساعدة هذا الطفل في تنفيذ هذه الواجبات عن طريق شرح مضمونها له ليفهم ما المطلوب منها،وكيف يمكن له أن ينفذها،وشرح بعض النقاط التي ما زالت غامضة عنده. 5-العمل على خلق جو مريح من العلاقة بين المعلم والطفل الذي يقوم بتعليمه،والابتعاد عن الأسلوب القمعي في عملية التعلم،واستبداله بأسلوب المكافأة مهما كانت هذه المكافأة بسيطة لأنها أقدر على خلق جو الثقة والشعوب بالمكانة المتميزة بين زملائه،بدلاً من الشعور بالخوف الدائم من العقاب بسبب التقصير،وهذا يحتاج من المعلم إلى الصبر والتأني،حيث أن لعلاقة الطفل مع معلمه أكبر الأثر في نجاح عملية التعلم عنده، فالموقف الإيجابي الذي يظهره المعلم نحو الطفل يدفعه إلى حب المادة التي يقوم هذا المعلم بتدريسها بسبب حبه لمعلمه،وهذا يسهل عليه فهمها واستيعابها،والمشاركة في النشاطات الصفية وغيرها من أشكال النشاط المدرسي التي يكلفه بها المعلم،كما أن الموقف السلبي نحو الطفل من قبل معلمه يجعله يكره المادة الدراسية التي يعلمها بسبب سوء المعاملة التي يلقاها من المعلم،ويدفعه ذلك إلى الانصراف عن التعلم وعن أي واجب أو نشاط يكلف به. 6-محاولة إبعاد الطفل عن زملائه المقصرين إذا كانوا يدفعونه إلى إهمال دروسه وواجباته في جوّهم ومجموعتهم التي تهمل واجباتها ودروسها،وتنصرف إلى اللعب والتسلية،وقد يكون لنقل هذا الطفل إلى فصل آخر أثر واضح في تغير سلوكه نحو المادة الدراسية. 7-تقسيم الحصة الدرسية إلى أجزاء وفقرات تعطى فيها المعلومات يتخللها فواصل قصيرة،وهذا يخفف من ضعف القدرة على التركيز ومتابعة شرح المعلم،فقدرة الطفل على التركيز تضعف كثيراً بعد مرور خمس عشرة دقيقة،وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها خاصة إذا تابع الأهل التعامل مع طفلهم بنفس الأسلوب في البيت. يجب أن لا يدخل اليأس إلى نفوس الأهل،فكثير من الأطفال المقصرين تجاوزوا جوانب التقصير عندهم عن طريق التعاون بين الأسرة والمدرسة في معالجة هذا التقصير،فهذه مجموعة من الأطفال في الصف الثالث الابتدائي أثارت انتباه معظم معلمي ذلك الفصل لإهمالها دروسها،وعدم فهم المعلومات التي تعطى لهم على الرغم من المحاولات الكثيرة لشد انتباهها إلى الدروس،وقد عمد المشرف الاجتماعي في المدرسة إلى إعادة توزيعها على فصول المدرسة الخمسة،بحيث وجد كل منهم نفسه في وضع جديد وبيئة فصلية جديدة فانصرف إلى الاهتمام بدروسه أكثر من الالتفات إلى زملائه خلال الحصة الدرسية،وقد أفادت هذه الطريقة في تحسين مستوى أكثر من 50% من أفراد هذه المجموعة. وهذا طفل يشكو من مشكلة صحية،عرفنا بعد عرضه على طبيب المدرسة أنه يشكو من داء السكر،وهو مرض مزمن يؤدي إلى مشاكل صحية ينشغل بها المريض،لذلك عمد معلمو الصف إلى توجيه اهتمامهم الفردي إليه،ومحاولة تجزئة فقرات الدرس وتبسيطها له،ومن ثم تكليفه بواجبات مدرسية خاصة تتناسب مع نوعية المرض الذي يشكو منه،وهذه الطريقة في التعامل مع هذا الطفل لم تؤدّ إلى اهتمامه بدروسه فحسب بل أصبح من المتفوقين في صفه على الرغم من المرض الذي يعاني منه،خاصة بعد أن ساعده معلمو الصف على التعامل مع المرض بشكل إيجابي. ويجب على الأهل أن يتذكروا بأن الأسرة تلعب دوراً أساسياً في مستقبل الطفل،لأنه البيئة التي نشأ فيها الطفل لذلك يقع على عاتقهم الدور الرئيس والفعال في توجيه الطفل والاهتمام
عبداللطيف السعيد
| |
|