سيدتان ألمانيتان وقفتا فى وجه الظلم الصارخ الذى يتعرض له الإسلام والمسلمون فى ألمانيا.. التى تعد- مع ذلك- من أفضل البلاد الأوروبية فى التعامل مع الإسلام والمسلمين.. إنها
(سيجريد هونكة) و
(أنَّا ماريا شمل).. لقد قاومتا كل الضغوط، ورفضتا خيانة المنهج العلمى الموضوعى.. وآثرتا قول الحق مهما يكن الثمن..
أما الرجال الألمان فهم كثيرون.. لكن الذين برزوا منهم، وجعلوا إنصاف الإسلام قضية حياتهم؛ بل وأعلنوا إسلامهم مواجهين- بكل قوة وعقلانية- كل الغارات التى شنت عليهم؛ فأبرزهم- فى أيامنا- الدبلوماسى الألمانى العظيم مراد هوفمان- أطال الله عمره- ومن قبله كان محمد أسد (ليو بولد فايس)؛ صاحب الكتابين الرائعين: الإسلام على مفترق الطرق، والطريق إلى الإسلام..
ففى وسط هذه التيارات المتضاربة الموغلة فى التجاهل- قبل الجهل- ومقاومة الحقيقة الناصعة- عن عمد وسبق إصرار- تقف بعض القمم لتقاوم الظلم الذى يتعرض له دين سماوى هو (الإسلام)؛ جاء مصححاً لما لحق بالأديان الأخرى من تزييف البشر.. وقد حملت أركانه وقيمه- على أساس أنه خاتم الأديان- تلك القيم المشتركة التى حملها جميع الأنبياء- وبالتالى فهو صالح لكل زمان ومكان..
إن المفكرة الألمانية (أنّا ماريا شمل) تواجه قومها الألمان بهذه الحقيقة وتقول لهم:
“إن الإسلام الذى كان يُعتقد أنه بقايا حكام بالية من العصور الوسطى التى عفا عليها الزمن؛ بقى وسيبقى حياً أنضر ما تكون الحياة، ونأمل بذلك أن يزداد تقديراً وفهماً..”. وأيضاً.. ومتزامناً مع ظلم الإسلام- عمَّ الظلم كل أبنائه لمجرد أنهم مسلمون!! وقد عوملوا- كمسلمين- بقوانين استثنائية فى ظل حضارة (أورو أمريكية)؛ تزعم أنها حامية (حقوق الإنسان) و(حرية الفكر).. لكنها فيما يتعلق بالمسلمين ودينهم- بخاصة- تنسى كل القيم والأخلاق، وتلجأ إلى أرادأ الطرق فى البحث العلمى؛ فتمزج السم بالعسل، وتحرف الكلم- فى القرآن والسنة- عن مواضعه.. وتفسر سلوكيات الرسول الخاتم، وهو أعظم رجل فى التاريخ؛ كما انتهى إلى ذلك الأمريكى (ما يكل هارت)؛ تفسيراً عكسياً مبتوراً لا يصمد أمام أىّ تحليل علمى نزيه..
ومع أنها- الحضارة الغربية- تتعامل بأريحية وندية مع الهندوس عباد البقر، ومع عبَّاد (بوذا) أو (كونفشيوس).. إلا أن المسلمين؛ حاملى آخر الكتب السماوية مستثنون من العدل تماماً؛ فهى تعاملهم بنوع من ازدواجية المعايير.. وتحافظ على الظلم الثابت لهم، والتحيّز الدائم لأعدائهم من الصهاينة والماسونيين.. وهى تستبيح إبادتهم- جماعياً- بوحشية لا نظير لها إلا فيما كان من سلوك أمريكا مع اليابان فى (هيروشيما) و(نجازاكى)؛ فى الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)..
***
وفى مواجهة هذا الطوفان تقف
(سيجريد هونكه) لتواجه الأوروبيين بخطئهم القاتل فى حق الإسلام وحضارة المسلمين.. وتعلن أن علوم العرب وقيمهم كانت- حسب تسميتها لكتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) هى الشمس التى استضاء بها الأوروبيون فى عصورهم الوسطى المظلمة.. كما تعلن أيضاً أن (الله ليس كذلك) فى كتابها الذى يحمل العنوان نفسه..
وبيقين فإن الله الذى يساوى واحداً أو (أقنوما) من ثلاثة أقانيم ليس كذلك..
كما أن الله الذى احتكره العنصريون اليهود، وجعلوا من أنفسهم (شعب الله المختار) حتى وهم فى قاع الأخلاق.. هذا الإله الذى جعلوه شيخاً عجوزاً؛ (كما يقول ليوتاكس، وفولتير) متعاقداً معهم؛ عليه أن يحقق أطماعهم.. وإلا فلن يعبدوه.. بل وقد فضّلوا أنفسهم فى هذا العقد الوهمى الأسطورى على الله فقالوا: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} (آل عمران: 181).. فهو إلههم وحدهم.. ربّ الشعب ورب إسرائيل، وليس “رب العالمين!!..”.
وبالتأكيد.. فالله اللطيف الخبير الذى كرم جميع بنى آدم “ليس كذلك”!! ومن جانبه يؤكد حقيقة أن “الله ليس كذلك”- “كما هو عنوان كتاب سيجريد هونكه”- السفير الألمانى “مراد هوفمان” فيقدم إضافات أخرى تعدّ من أقوى أسباب دخول (هوفمان) فى الإسلام؛ ذلك أن الإسلام يؤكد (المسئولية الفردية) والقرآن يقول: “ألا تزروا وازرة وزر أخرى”؛ وبالتالى يرفض نظرية الخطيئة الموروثة التى يحملها الإنسان على ظهره قبل أن يولد ومنذ أن يولد… دون ذنب اقترفه كما تقول المسيحية الوسيطة والمعاصرة (مسيحية ما بعد بولس ومجمع نيقية سنة 325م)… يقول هوفمان: “لقد شكَّل هذا المبدأ القرآنى لى أهمية قصوى لأنه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية مثل ضرورة الخلاص، والتجسيد، والثالوث، والموت على سبيل التضحية، وبالتالى ينهار بناؤها العقدى من أساسه…
ويقول هوفمان أيضاً: “لقد بدا لى أنَّ تصوّر فشل الله فى خلقه، وعدم قدرته على تغيير ذلك إلا بإنجاب ابن والتضحية به (بطريقة بشعة مهينة)” مما يترتب عليه أن الله يتعذب من أجل الإنسانية.. هذا التصور أمر فظيع ومروع، بل وتحريف وإهانة بالغة!!
لقد بدت لى المسيحية وكأنها تعود لترتكز فى أصولها على أساطير متنوعة ومتعددة.. وقد تبين لى جلياً- كما يقول هوفمان- الدور الخطير والشرير والتحريفى الذى أدَّاه بولس الرسول.
وقد تيقنتُ أن المجلس الملى، الذى انعقد فى نيقية سنة 325م؛ قد ضل طريقه تماماً وحاد عن الصواب وعن تعليمات المسيحية الأصلية؛ عندما أعلن أن المسيح هو الله.
ومجمل القول: إننى بدأت أنظر إلى الإسلام كما هو، بوصفه العقيدة الأساسية الحقة التى لم تتعرض لأى تشويه أو تزوير… عقيدة مؤمن بالله الواحد الأحد الذى {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الإخلاص: 3-4) رأيت فيه عقيدة التوحيد الأولى، التى لم تتعرض لما فى اليهودية والمسيحية من انحراف.
لقد وجدت فى الإسلام أصفى وأبسط تصور لله، تصور تقدمى، ولقد بدت لى مقولات القرآن الجوهرية ومبادئه ودعوته الأخلاقية منطقية جداً حتى إنه لم تعد تساورنى أدنى شكوك فى نبوة محمد…
وأخيراً فإن هذه الإضافات التى ذكرها هوفمان تؤكد أن (الله ليس كذلك) حسب تعبير هونكه!!
أما الله الذى يؤمن به المسلمون- كما جاء فى القرآن والسنة- فهو إله عادل رحيم بكل البشر.. وكل البشر عنده سواء، وهم مسئولون أمامه مسئولية فردية مباشرة عن سعيهم فى الأرض: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} (الزلزلة: . ولا محاباة لأحد أمام عدل الله وشريعته.. {وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} (المائدة: 18).
***
ولم يكتف الأوروبيون- فى تشويه الإسلام- بالتزوير الإعلامى والشائعات المغلوطة؛ بل ذهبوا إلى كتب التاريخ والمقررات الدراسية يحشونها بهذه الأكاذيب ضد الإسلام ليضمنوا تخريج أجيال معبأة- سلفاً- بالحقد والكراهية للمسلمين، والرفض لقيم الإسلام- ابتداء-.. مع عدم القابلية للمناقشة والحوار..
وفى كل مصادر المعرفة التى يملكونها- وما أكثرها- تجاهلوا تماماً ما نشره الإسلام من علم ومعرفة وحضارة فى الحضارة الأوروبية الوسيطة، التى كانت كنيستها، تحرق العلماء، وتحرم التفكير فى الكتاب المقدس، وتصادر حق الاختراع والإبداع..
> > >
إنَّ (الله فى الإسلام) يأمر المؤمنين بالعدل والرحمة حتى مع الحيوانات والطيور؛ فكيف برحمتهم مع كل الناس؟!! “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107).. ويأمرهم بإكرام الإنسان والمرأة- بخاصة- وبنشر الحضارة والعلوم والمعارف بين كل الناس بدون قوانين لحماية (الملكية الفكرية) أو (احتكاربعض العلوم) وحرمان الشعوب غير الأوروأمريكية من بعض العلوم الدقيقة وعلوم الذرة التى لا يملكها إلا الأقوياء- من غير المسلمين- وحدهم..
إن الله فى الإسلام هو الله الرحيم العادل الرحيم.. كما أكد دينه (الإسلام) الذى خوطب به كل الأنبياء.. يقدر الله حق قدره.. ويرفض تزوير الحقائق والكذب على الآخرين: دينا وحضارة..
***
وفى محاولة رائدة يقدم السفير الألمانى الكبير (مراد هوفمان) الإسلام لأبناء الحضارة الغربية (كبديل).. فلم تعد هذه الحضارة (حضارة المسيح الدجال) قادرة على الرؤية (بعينين)؛ فهى عوراء (كالدجال) لا ترى إلا بعين واحدة؛ فلا ترى إلا مصلحتها النفعية (البرجماتية) ولذّاتها الحسية (الأبيقورية) و(وسائلها اللاأخلاقية) المبررة دائما، تحت مظلّة (الفلسفة الميكيافيلية) التى تؤمن بقانون (الغاية تبرر الوسيلة) مهما تكن الوسائل هابطة وضارة بالآخرين وبالأخلاق الإنسانية..!!
لقد فشل الشرق الماركسى (المؤلّه للجماعة) وفشل الغرب الليبرالى الرأسمالى (المؤلّه للفرد).. كما فشلت الأديان الموجودة فى الحضارة الأوروبية فى إيقاف طوفان السقوط الذى انتهى بأصحابه إلى درجة التقنين والصراخ والعويل واستعمال القهر السياسى والاقتصادى لإباحة الشذوذ وتكريم الشواذ من مرضى الإيدز.. مع تجاهل للأمراض الكبرى الأخرى.. كما أنهم استباحوا شعوباً بأكملها بدون أية محاكمات عادلة.. اعتماداً على ما يزعمونه من أخطاء أفراد مسلمين؛ غالباً ما يكونون من صنائعهم.. وبالتالى يدفع ملايين الأطفال والشيوخ ثمناً فادحاً لهذه التمثيليات المفضوحة..!!
لقد عاشت البشرية - بعد انحطاط المسلمين وتخليهم عن قيادة الحضارة- حروباً لا تنقطع؛ أكثرها وأفظعها كان فى داخل البيت الأوروأمريكى نفسه.. ولا تستطيع البشرية أن تنسى إبادة الهنود الحمر، ولا استرقاق عشرين مليون إفريقى؛ مات نصفهم أثناء عمليات الخطف والتجويع من بلادهم الإفريقية.. كما لا تنسى البشرية قتل فرنسا لثمانية ملايين جزائرى، وقتل أسبانيا وأمريكا لعدد من ملايين المسلمين فى الفلبين.. فضلا عن الهيمنة على المنظمات الدولية، وقتل ما كان يعرف بالأمم المتحدة..
***
ويضع (مراد هوفمان) أيدينا على أرقام وإحصاءات تفضح فساد حضارتهم المعاصرة؛ نقدمها- إضافة لما أشرنا إليه سابقاً- لندرك كيف هبطت الحضارة الأوروبية حتى وصلت إلى هذا القاع؟.. وكيف دخل الظلم والفساد فى بنيتها الأساسية حتى أصبح ترقيع ثوبها- أو علاجها- مستحيلاً!!
- يقول هوفمان فى كتابه (الإسلام كبديل):
- لقد حصل واحد فى المائة من الأمريكيين على 70% من إيرادات الدخل.
- واشنطن تحابى شركات التأمين والأدوية.
- تستهلك أمريكا التى لا يزيد سكانها على 5% من سكان العالم ما يقرب من 50% من المخدرات غير القانونية.
ـ فى كل عام يلقى أكثر من 20000 أمريكى حتفهم بالمسدسات.
ـ فى أمريكا حوالى مليون سجين وأكثر من ذلك تحت الرقابة، ونسبة المساجين إلى السكان أعلى نسبة فى العالم وتشاركها إسرائيل فى المقدمة.ـ لقد بدأ الملايين من الناس يفقدون إيمانهم بفكرة الديمقراطية ذاتها..
ـ منذ سنتين (نقلاً عن كلينتون) زرت أحد الفصول الدراسية وتحدثنا إلى عشرة من تلاميذ الصف السادس الذين كان همّهم الأول الذى يثير قلقهم هو احتمال إطلاق الرصاص عليهم أثناء الذهاب إلى المدرسة أو العودة منها، والهمّ الثانى: الخوف من إكراههم على الانضمام لإحدى العصابات أو التعرض للضرب، أما همهم الأخير فهو إدمان آبائهم للمخدرات… لقد بات يتهددهم خطر انهيارهم معنوياً لأنهم يشعرون بأن حياتهم لم يعد لها أىُّ معنى!!الإسلام هو البديلليس غير الإسلام قادراً على تقديم البديل لهذه الحياة التعسة- روحيا ومعنوياً وأخلاقيا- التى تعيشها الحضارة الغربية، وكل صور الترف والانغماس فى الملذات والشهوات والماديات لم تصلح- ولن تصلح- علاجاً لهذا اللون من الحياة…
ومع كل صور التخلف والفوضى التى يعيشها العالم الإسلامى، ومع غزو الحضارة الأوروبية له فمازالت الحياة الشرقية الإسلامية أزكى وأنقى وأهدأ وأكثر إنسانية من الحضارة الأوروبية، والخلاف بينهما نوعى وكيفى.. وليس كميا!!
إن المسلمين قد انتهوا إلى يقين كامل بأن الله يجب إسلام الوجه له، والتسليم لأوامره.. بينما لا يشعر كثير من الأوروبيين بالحاجة إلى الله؛ بل إنهم استبدلوا بالله أصناماً جديدة مثل: المال، القوة، الجنس، الشعبية، الجمال..
لقد بيّنت الآيات القرآنية الكثيرة أساس الإيمان الحق القائم على التسليم بوجود الله، ووجود الملائكة والجن، ونزول الكتب السماوية، وبعث الله للرسل، والبعث بعد الموت للحساب والجزاء، الإيمان بالقضاء والقدر.
- وعلى هذا يتبع المسلم الوصايا العشر التى أنزلت على موسى، والمحبة التى جاء بها عيسى، وعموم ما جاء فى الشرائع القديمة ما لم ينسخه القرآن..
وهو يؤمن أيضاً بأركان الإسلام الخمسة وهى:
شهادة لا إله إلا الله، محمد رسول الله - الصلوات الخمس- الزكاة- صوم رمضان- حج البيت الحرام…
وحتى تكون مسلما- بحق- فعليك أن تؤمن بأن القرآن هو كلام الله ومعجزة الإسلام ورسوله، وقد أوضح (موريس بوكاي) أن المعرفة العلمية الحديثة التى طعنت التوراة وكشفت تحريفها لم تمسّ القرآن، بل كشف القرآن منذ أربعة عشر قرنا حقائق علمية مذهلة لم يستطع أحد الطعن فيها… فالقرآن هو مرجعية المسلم الأولى.. وحتى تفهم الإسلام والقرآن تماماً عليك أن تدرس (السنّة) الصحيحة، ولتصبح مسلما حقيقياً تقيم الحضارة الإسلامية عليك أن (تتبع السنّة) القولية والفعلية أى: سيرة الرسول وأعماله..
وإذا كان الإسلام يتفق مع المسيحية فى الدعوة لكثير من الفضائل مثل: الإخاء، الأمانة، التقوى، الكرم؛ فإنه يتميز بما يلى:
1- يعيش المسلم بدون كهنوت ولا بناء دينى طبقى (هيراشيه)؛ يصلى لله مباشرة، ويدعو الله مباشرة؛ فى دين صاف من الأسرار والغموض.
2- يحرم الإسلام أكل الخنزير والمسكرات والمخدرات بجميع أنواعها مما يحافظ على الصحة العامة.
3- كذلك تحافظ الصلوات الخمس بما فيها من روحانيات الخشوع والتأمل والدعاء على الصحة النفسية للمسلم.
4- على النقيض من إدانة القديس بولس للجنس والزواج، ودعوته للعزوبية- الأمر الذى أدى إلى كثر من الكبت والمعاناة والآثام (والأبناء غير الشرعيين والشذوذ والفضائح بين آباء الكنيسة) شرع الإسلام الجنس بالأمر بالزواج، وحرمه تحريما باتاً خارج الزواج، فهو يهذب ويصقل ويحمى طبيعة الإنسان.
5- لا يقول الإسلام بأن الإنسان ولد ابناً للخطيئة وفى حاجة لمن يحرره منها (بل يقول: إن الإنسان خليفة الله على الأرض)، ولا يقول بتوارث الخطيئة، ويجبر الناس على الاعتقاد بإثمهم الأزلى الذى يستحقون عليه اللوم الجماعى، الأمر الذى له تأثيره السلبى كما علمنا علم الاجتماع..
لا ينحصر منهاج المسلم فى عالم العمل والتجارة والاقتصاد فى أهداف تحقيق أعلى ربح وأقل تكلفة (وتكديس رأس المال)؛ بل له أهدافه الاجتماعية مما يجعله تصحيحا لمنهاج المجتمع الصناعى.
7- أخيراً؛ وطبقاً للسورة التاسعة بعد المائة من القرآن {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} (الكافرون: 2-3) يقرر القرآن عظم مبدأ وهو السلام والتسليم بحرية الآخرين واحترام عقائدهم.
8- ويجب أن يكون المسلم مثالاً للتعايش السلمى مع من يختلف معه فى الفكر والعقيدة، حتى مع الدولة العلمانية، رغم زعمها أنها السبيل الوحيد لسعادة العالم.. على منهج {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} وقياساً على معاملة من لهم شبهة كتاب!!
- إن الإسلام هو البديل.. كما يؤكد لنا مراد هوفمان (فى حديثه السابق) وغيره.- وكما يؤكد لسان حال أوروبا.. وواقعنا المعاصر..
- إنه الإسلام البديل، الذى يحارب الإبادة الجماعية، وازدواجية المعايير، والكذب الدبلوماسى والسياسى، والخيانة، وشراء الخونة لأوطانهم ودينهم، وتمكينهم فى الأرض، والوقوف بجانب الظلم بثبات لستّين سنة فى الأمم المتحدة لصالح إسرائيل، ونشر الإباحية، وعبادة الشهوات المادية والزواج المثلي.. مع محاربة الفضيلة والدين.. لحساب الماسونية واللاّدينية..
ومع أن المسلمين منهزمون- واقعياً وحضارياً- ومع أن الصفوة المترفة لا تُتعب نفسها فى استكناه ما غمض عنها، إلا أن “هوفمان وهونكة وشمل” قد استطاعوا أن يكسروا هذا الحاجز، ويعبروا بعقولهم من واقعهم المثقل بالخزى، والمخدوع ببراعة الدعايات.. إلى حقيقة أن الإسلام هو البديل… وهو الحل..
فماذا يكون الحال لو تغيَّر المسلمون، وعادوا إلى الإسلام الصحيح؟أجل: إنه لا طريق لإنقاذ الحضارة الإنسانية إلا عندما يعود المسلمون إلى إسلامهم الذى أخرجهم من الظلمات إلى النور وجعلهم خير أمة… ويوم يعود المسلمون إلى هذا الإسلام سوف يهرول الآخرون إليه، عندما يشاهدون إنساننا المسلم ممثلاً حقيقياً لدينه، وعالمنا الإسلامى يشرق بنور الإسلام.. وهنا يلتقى (الأصيل) و(البديل) و(الشرق) و(الغرب) وتعبر السفينة الإنسانية إلى شاطئ النجاة!!
************************************************