حدود التجربة في البيولوجيا

خاص بجميع الشعب :
حدود التجربة في البيولوجيا :
البيولوجيا علم يبحث في الحياة والأنواع الحية. و الظواهر التي تحدث في الجسم نوعان :فيزيائية كيميائية ، وحيوية
فالظواهر الفيزيائية الكيميائية مشتركة بين الأجسام الحية وغير الحية ، أماّ الظواهر الحية فخاصة بالأحياء فقط ، وذلك نظرا للخصوصيات التي تتميز بها و هي :
1ـ الكائن الحي ينمو :
و يقصد بالنمو مرور الكائنات الحية بمراحل مختلفة في حياتها ، كل مرحلة تابعة للمرحلة التي قبلها ، و مؤثرة في المرحلة التي تأتي بعدها .
و يعرف النمو في علم الأحياء بأنه الزيادة في كتلة الكائن الحي وحجمه نتيجة زيادة كمية المادة الحية فيه. ويحدث النمو نتيجة الانقسام المتساوي (غير المباشر) للخلايا وزيادة حجمها

2ـ الكائن الحي يتغذى :
تحتاج جميع الكائنات الحية إلى الغذاء للنمو والبقاء على قيد الحياة. و هذا الغذاء تحصل عليه من خارج ذاتها ، وكل نوع من الأنواع الحية له نظامه الغذائي الخاص به ، ومثلما تختلف مصادر الغذاء من كائن حي إلى آخر تختلف أيضا آلية تحويله داخل أعضائها .

3ـ الكائن الحي يتناسل :
عملية تقوم من خلالها الكائنات الحية بإنتاج أفراد مشابهة لها. وتتكاثر أنواع المخلوقات الحية كافة بدءًا من البكتيريا البالغة الصغر حتى أكبر أنواع النباتات والحيوانات. فبدون التكاثر، تنقرض أشكال الحياة كافة.
والكائنات الحية يمكنها إنتاج نسْل مشابه لها نظرًا لأنها تمتلك مورثات (جينات)، وهي قطع صغيرة جدًا من مادة ADN(الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين) التي تحدد الخواص الأساسية الطبيعية للكائن الحي. توجد المورثات في كل خلية من خلايا الكائن الحي. وتنقل إلى نسله خلال عملية التكاثر.



4 ـ الاستجابة :
تختلف طبيعة الاستجابة بين الكائنات الحية تجاه المؤثرات المختلفة ؛ سواء أكانت هذه المؤثرات فيزيائية أم كيميائية؛ في الوسط الداخلي والخارجي. والمؤثرات التي تحدث استجابة في معظم الكائنات تشتمل على متغيرات عدة؛ منها التغير في لون الضوء واتجاهه وكثافته، والتغير في درجات الحرارة والضغط والصوت والتغير في التركيب الكيميائي للوسط؛ كالتربة المحيطة أو الهواء أو الماء.

عوائق تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية :

نستنتج من الخصائص السابقة أن الكائن الحي دائم التغير و التحول ، و الكيفية التي يدرس بها تختلف الكيفية التي تدرس بها المادة الجامدة ، أي أن هذه الخصائص جعلت نوع الدراسة لدى الباحثين تتخذ طابعا تشريحيا أو فيولوجيا .
و يقصد بالتشريح وصف الأعضاء التي يتركب منها الكائن الحي عن طريق تشريحها واقتطاعها ( أي دراسة الكائن الحي في حالة السكون و ليس في حالة الحركة ) ، أما الطابع الفيزيولوجي فمعناه اهتمام الباحث بالأعضاء أثناء ممارستها لوظائفها الحيوية ،
وبالتالي ففصل العضو عن بقية الأعضاء يترتب عنه اضطرابا في التوازن العضوي للكائن الحي ، كما أن تكرار التجربة الواحدة لا يعطي نفس النتيجة ، فإذا قمنا بحقن حيوان بسنتمتر مكعب من المصل و كررنا نفس عملية الحقن على عضويته فإن هذا التكرار يؤثر على توازن عضويته ، و لهذا السبب يحرص البيولوجيين دائما إلى توفير وسط اصطناعي يماثل الوسط الطبيعي الذي نقل منه الكائن الحي و ذلك رغبة منهم في عودته إلى ما كان عليه ، و هذا تأكيد على محدودية التجربة و تقيدها بشروط خاصة بالمادة الحية .

إمكانية إخضاع الظاهرة الحية للمنهج التجريبي :

لكن هذه العقبات بدأت تزول مع تقدم العلم و تطور وسائل الملاحظة والتجريب ، فأصبح بالإمكان القيام بالملاحظة الدقيقة لعمل الأعضاء داخل الجسم دون الحاجة إلى فصلها ، و بإجراء تجارب عليها دون الإخلال بوظائفها ، بل أصبح بالإمكان نقل أعضاء جسم وزرعها في جسم آخر كالكلية والعين و القلب