مَن لملايين الشباب على الفيس بوك ؟
يقترب عدد المستخدمين لمجتمع الفيس بوك في مصر من خمسة ملايين مستخدم، نصفهم تقريبا في المرحلة العمرية (18-24) عاما. مجتمع الفيس بوك يكاد يقترب في أهميته وتأثيره وفاعليته من شبكة الإنترنت كلها. يرتاد الفيس حاليا أكثر من 500 مليون يمثلون عشر تعداد البشر !. هذا المجتمع العملاق في حجمه له تأثير خطير على قطاع الشباب في مصر والعالم العربي. الغالبية العظمى من صفحات الفيس بوك العربية والعالمية تميل للتهميش والتسطيح وإغراق الشباب في الشهوات، وتأخذهم إلى عالم بعيد عن الانتماء لأوطانهم ودينهم وتاريخهم. ومع مرور الوقت سيصبح تأثير الفيس البوك على الشباب من الجنسين أكبر من تأثير التعليم والإعلام مجتمعين.
نظرة سريعة على أكبر صفحات الفيس بوك في العالم من حيث عدد المعجبين بها (وهي إحصائية تصدر أسبوعيا لأعلى الصفحات) تعطينا فكرة عن المزاج العام لهذا المجتمع الذي يشكل فكر الشباب في العالم. في هذا الأسبوع تحتفظ تقريبا كل الصفحات الأولى بنفس ترتيبها، وأكبر عشر صفحات هي:
1ـ فحة لمؤسسة للعب القمار (عدد المشتركين 24 مليونا، منهم مليونان ونصف اشتركوا في شهر 9/2010 وحده)
2ـ صفحة المطرب مايكل جاكسون (عدد المشتركين 20 مليونا و600 ألف)
3ـ صفحة الفيس بوك (20 ملوينا)
4ـ صفحة لمطربة بوب (19 مليونا)
5ـ صفحة مسلسل كارتون أمريكي من إنتاج شركة فوكس (18 مليونا)
6ـ صفحة الممثل الأمريكي فين ديزيل (16 مليونا)
7ـ صفحة مسلسل أمريكي (15 مليونا)
8ـ صفحة مطرب بوب أمريكي (15 مليونا)
9ـ صفحة موقع الفيديو يو تيوب (14 مليونا)
10ـ صفحة مقاهي ستار باكس (14 مليونا)
رأس قائمة الصفحات يكشف بسهولة المزاج العام لهذا المجتمع الافتراضي. إن السمة العامة لصفحات الفيس بوك هي السطحية والكلام الفارغ واستهلاك وقتل أوقات المشاركين. انظر إلى المواقع ذات الأعداد الضخمة من الأعضاء، ستجد أن مشاركة تافهة بسيطة من بضع كلمات تثير آلاف أو عشرات الآلاف من التعليقات. هدر كبير لأوقات المشاركين بلا نفع ولا فائدة ولا أي شيء. هناك طبعا صفحات نافعة ومفيدة على الفيس بوك ولكنها قليلة وتسبح ضد التيار العام لمزاج وروح الفيس بوك.
شبابنا الذين يقضون في المتوسط أربع ساعات على الإنترنت، ويقضون جزءا كبيرا منها على الفيس بوك، أمانة في أعناقنا أن نتفكر لهم ونحرص على التأثير في هذا المجتمع الافتراضي الذي يضمهم. من الضروري أن نحاول التأثير على هذه البيئة التي تشكل عقول شبابنا، وألا نتركهم إلى محاولات عشوائية، وصفحات لكل ناعق أو صاحب فكرة غريبة. لقد تنادى علماء المسلمين ودعاتهم منذ سنوات لملأ الفراغ الفكري والديني والأخلاقي مع نشأة وانتشار شبكة الإنترنت، وكانت لهم جهود موفقة وإن كانت قليلة ومحدودة بالنسبة لما هو مطلوب. الآن نحتاج لنفس الروح ونفس الاهتمام، وأن نسارع ليكون لنا موطأ قدم في هذا المجتمع المتنامي والذي يضم كل شهر ملايين جديدة. إن جهات سياسية وتربوية ومالية واستخباراتية في كل دول العالم استنفرت إمكانيات كبيرة لتكون لها كلمة وتأثير على هذا المجتمع. ونذكر أن الرئيس الأمريكي أوباما كانت صفحته على الفيس بوك من عوامل نجاحه في انتخابات الرئاسة ووصول كلامه وفكره إلى الأجيال الشابة، وتحتل صفحة أوباما الآن المركز الرابع عشر (14 مليون عضو).
إن العالم يتغير بسرعة، ووسائل الإعلام والتأثير فيه تتغير بسرعة أكبر. إن ملاحقة هذا التغيير وفهمه واستيعابه سيكون مقدمة طبيعية لوضع الأفكار والبرامج والآليات للتأثير فيه.
***********************************************