خاص بالشعب التالية :
السنة الثالثة أداب وفلسفة
السنة الثالثة آداب ولغات أجنبية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول دوسوسير'
(يمكن تشبيه العلاقة بين الفكر واللغة واللغة بورقة يكون الفكر وجهها واللفظ ظهرها بحيث لايمكن فصل أحدهما عن الآخر).
حلل وناقش؟
مقدمة (طرح المشكلة) 04/04 :
إن اللغة هي وسيلة للتفكير والتواصل وأداة يستخدمها الإنسان للتعبير عن أفكاره وأحواله . لكن الباحثين اختلفوا حول إمكانية استيعاب اللغة لجميع أفكارنا فمنهم من قال بوجود تطابق بين التفكير والتعبير ، ومنهم من رأى بعجز هذه اللغة عن الإحاطة بجميع أفكارنا واحوالنا
والسؤال المطروح : هل علاقة اللغة بالفكر هي علاقة اتصال أم انفصال؟
التوسيع : ( محاولة حل للمشكلة) 12/12:أ- القضية : يؤكد كثير من علماء اللغة ـ ومنهم دي سوسير ـ على وجود وحدة بين الفكر واللغة. ولايمكن الفصل بينهما
ب- الحجج والبراهين :والدليل على ذلك : أن كل ما نفكر فيه يمكن التعبير عنه باللغة ، ولا يمكن أن نتصور وجود لغة خارج الفكر وبمعزل عن الكلمات
والطفل حسب علماء النفس لا ينقل اهتماماته ورغباته للآخرين إلا من خلال العبارات التي ينطقها اي أن الفكر يكون متزامنا مع اللغة عند تسميته للاشياء يقول آلان( إن الطفل يكتشف أفكاره في العبارات التي يتعلمها) ويقول دولاكروا :
(إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه) " ، كما أن الإنسان يفكر بواسطة اللغة وإن لم ينطقها يقول هيجل :
" إن التفكير ضاج بالكلمات " ج- النقد : لكن رغم أهمية اللغة وعلاقتها بالفكر إلا أنها قد تعجز أحيانا عن التعبير عن أفكارنا فنحن نفهم أكثر مما نتكلم ونستوعب أكثر مما نعبر.
نقيض الأطروحة : يرى انصار النزعة الحدسية بزعامة برغسون ان اللغة لاتستوعب الفكر بل تشوهه وتعيقه، فالفكر أوسع من اللغة و يتقدم عليها من حيث الترتيب ، وبالتالي فالأفكار حاضرة دائما في حين ان اللغة قد تكون غائبة أحيانا.
الحجج والبراهين :والدليل على ذلك في رأي هذا الاتجاه الثنائي :
عدم وجود تناسب بين المعاني (الفكر) والألفاظ(اللغة)فالتردد في التعبير والتوقف اثناء الكتابة وتعويض ألفاظ بأخرى دليل على عدم الإنسجام والتوافق بين المعاني والألفاظ.فالفكر فيض متصل من المعاني ، في حين ان اللغة منفصلة.
.كما أن الفكر هو الذي يطور اللغة والألفاظ جامدة وثابتة، هذا مايفسر عجز اللغة عن التعبير عن الحياة الفكرية الباطنية ، بحيث يقول برغسون
''إن اللغة لاتقوى على وصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا، فهي لاتصف العواطف والمشاعر المرهفة إلا وصفا خارجيا''
كما أن الفنون التي ظهرت عبر التاريخ ليست إلا تعويضا للنقص اللفظي الذي أحدثته اللغة فوجد الإنسان في الرسم والتصوير والرقص ملاذا للتعبير عن أحواله و أحاسيسه لقول الشاعر فاليري :
" إن أجمل الأفكار تلك التي لا نستطيع التعبير عنها " والواقع يؤكد أنه اثناء الفرح أو الحزن الشديدين لا يجد الشخص أي بديل عن استعمال التتعابير الطبيعية كالدموع أو الصراخ لعجز الكلمات عن وصف مثل هذه الحالات .
ج- نقد : إن اسبقية الفكر على اللغة هي أسبقية منطقية فقط ، فقبل التعبير لابد من التفكير، وليست زمنية لأن الطفل يكتشفهما في آن واحد واحد فلايمكن أن نفكر خارج اللغة على الرغم من أن الفكر أوسع من اللغة ذاتها. .
ثالثا : التركيب :( محاولة تهذيب التعارض)إن العلاقة بين الفكر واللغة علاقة وظيفية يستحيل فيها وجود لغة لا تعبر عن الفكر ، فاللغة بمثابة وعاء يحمل أفكارنا وخواطرنا ، لكن هذا الترابط لا يستمرا في جميع أحوالنا التواصلية بل كثيرا ما ينقطع بمجرد اشتداد انفعالاتنا وعواطفنا .
خاتمة ( حل المشكلة) 04/04: نستنتج مما سبق أن علاقة اللغة بالفكر هي من جهة علاقة تطابق لأن اللغة تخرج الفكر من حالته الصامتة إلى حالته المنطوقة ، ومن جهة أخرى يمكننا تبرير انفصالهما بسبب عدم قدرة اللغة ـ في أحيان كثيرة ـ على التعبير عن أفكارنا و احوالنا .
بقلم
: sirat08