المستوى : الثالثة آداب و فلسفة مذكـــرة درس الفــــلســـــــفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإشكالية الأولى : في إدراك العالم الخارجي - المشكلة الأولى : في الإحساس و الإدراكالكـــفاءة الخــتامية الأولى : ممارسة التأمل الفلسفي في قضايا فكرية تتعلق بالإنسان و محيطهالكــفاءة المحــورية : 1 / التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل نشاط نفسي و ثقافي إلى عملية الإدراك .
الكفاءات الخاصة : ﺃ / إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك و تكفله بكل نشاطات الإنسان . - ب / إنجاز مخطط يبرز فيه العلاقات الجدلية فيما بين كل النشاطات النفسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة و طرح الإشكالية :
إن المشكلة التي تواجهنا في مثل هذه الموضوعات النفسية والمعرفية تكمن في صعوبة تحديد طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك ، فهي من جهة علاقة انفصال وتمايز ، ومن جهة ثانية قد تكون علاقة تداخل .
وعلى ضوء هذا التعارض الذي تفرزه طبيعة الموضوع نفسها ، بوسعنا أن نتساءل : هل علاقاتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس ؟ وإذا كان الإحساس عملية أولية للاتصال بالعالم الخارجي ، فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني ؟
الإحساس : أولا : الإحساس بوصفه نشاطا أوليا ومتعددا :
مفهوم الإحساس :
إن الإحساس في رأي علم النفس التجريبي حادثة أولية وبسيطة ، والحواس هي الأداة الوحيدة التي تربط الكائن الحي والإنسان بالبيئة والعالم الخارجي ، وبها تحصل المعرفة ويتم التكيف . ولكن أليس من التناقض اعتباره أوليا ومركبا ؟ واحدا ومتعددا في ذات الوقت ؟
1 ـ الإحساس بسيط ومركب : إن تحليل الوضعية المشكلة (قسمها الأول) يمكننا من معرفة :
- الطابع الأولي البسيط لعمل الإحساس فهو لا يحتاج إلى واسطة بين المؤثر والعضوية ( أي بين الصوت وانفعال حاسة الأذن ) ، بل يتم بطريقة أولية ومباشرة .
- آلية الإحساس ثلاثية التركيب أي لابد أولا من وجود الشيء المؤثر ( الهاتف ) والذي أحدث رنينه اهتزازات وموجات في الهواء ، وهناك ثانيا ( أذني ) كحاسة انتقل إليها ذلك الأثر الفيزيائي فنبه الأعصاب التي سجلته وحولته إلى المراكز الدماغية المتخصصة ضمن نشاط فيزيولوجي معقد يؤدي ثالثا إلى شعور باطني واستجابة تلقائية بـ ( الإقدام أو الترك ) .
2 ـ الإحساس متنوع وواحد : إن تحليل الوضعية المشكلة (قسمها الثاني) يمكننا من معرفة :
- الإحساس متنوع بتنوع قنواته فصاحبنا كان في حاجة إلى توظيف جميع حواسه المعروفة تقليديا وهي خمس فلم يكتف بالتحديق والنظر ، بل استأنس بقنوات أخرى للإحساس كسماع آراء الآخرين وتقليبه باللمس الخفيف علاوة على شم رائحته وأخيرا تذوقه .
- الإحساس واحد ومشترك في جميع أنواعه ذلك أنه كان بمقدور صاحبنا في المثال الاكتفاء بنوع أو نوعين فحسب لتحقيق ذات النتيجة فقد يؤدي الإبصار وحده أو الذوق فقط أو كلاهما معا إلى الإحساس بغرابة الموقف ولكنه أمعن في تسخير جل حواسه ، مما يثبت أن حواسنا بالرغم من تنوعها تشترك جميعها في آلية التركيب وكيفية الحدوث .
ثانيا : من الظاهرة الحيوية إلى الظاهرة النفسية : إذا كان من المتفق عليه أن بعض الحواس يشترك فيها الإنسان والحيوان ، وأن قدراتها تختلف باختلاف الحاجة إليها ، فهل معنى ذلك أن التكيف الذي يتم بفضل الإحساس ليس واحدا عند جميع الكائنات الحية ؟ وهل يحمل إلى الإنسان معرفة جديدة على نحو ما ؟
1 ـ الإحساس ظاهرة حيوية غايتها حفظ البقاء : نستنتج من مجريات الحوار الذي جرى بين عالم الحيوان وابنه الكسيح الذي شفي لتوه من مرضه وهما متواجدان في إحدى حظائر الحيوانات الطبيعية المحمية نتيجتين أساسيتين :
- أن ثمة تفاوتا في طبيعة الإحساس بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى ، فنجد هذه الأخيرة وإن افتقد بعضها إلى عضو ظاهر لحاسة أو أكثر إلا أن بعضها الآخر يتمتع بدرجة عالية من الفعالية في حواس معينة لا يتسنى للإنسان بلوغها عن طريق سلوكه الطبيعي .
- وأن التفاوت المشار إليه تفرضه الحاجة الحيوية إلى التكيف وحفظ البقاء ، وهنا يتساوى الإنسان مع الحيوان إلى درجة نجاحهما في درء المرض ( كمهدد رئيسي للبقاء على قيد الحياة ) بواسطة ما دعوناه بالإحساس العام المشترك
2 ـ الإحساس والشعور والانطباع النفسي : يرى كثير من الناس أن الإحساس والشعور لفظتان تجري بهما الألسنة عادة للدلالة على موضوع واحد ومعنى واحد هو ( الانطباع النفسي الباطني ). فهل لهذا الرأي ما يبرره من سند منطقي أو تجريبي ؟
إن تحليل الأحاسيس مثل الاستماع إلى الموسيقى أو رؤية المناظر الجميلة أو استنشاق أريج الزهور والتي وصفت بكونها انطباعات نفسية باطنية يبين بجلاء أنها وإن كانت تمثل مقدمة طبيعية للشعور ، إلا أن قليلا منها فقط ما ينطوي على انفعال يفيد انطباعا ذاتيا بالقبول أو الرفض ، ومن هنا يمكن لها أن تتداخل مع المشاعر ولكن ذلك مشروط دائما بالمؤثر الخارجي وبنشاط العضوية ، أما المشهور فهو أن الإحساس غير الشعور .
الإدراك :
مفهوم الإدراك :
يطلق مصطلح إدراك على مجمل العمليات التي تبدأ من محاولة تفسير المؤثر إلى معرفة طبيعته وصفاته المعقدة ، وبذلك فهو (( العملية النفسية التي يتم بواسطتها الاتصال بيننا وبين العالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم وهو تابع لاهتماماتنا ولقدراتنا العقلية )) . فكأننا ننتقل بمعنى الاتصال هنا من طابعه العام الحيوي والبسيط ( الإحساس عند جميع الكائنات ) ، إلى طابعه الخاص المعرفي والمعقد ( الإدراك عند الإنسان ) .
وإذا كان كذلك ، فلنا أن نتساءل : فيم تتمثل خصوصية الإدراك ؟
1 ـ إدراك ما وراء الإحساس : عند تأملنا لهذه الوضعية وهي دخول سيدة إلى حديقة حيوانات وهي تصطحب كلبها الصغير معها كعادتها في أي مكان تحل به والموقف الذي حدث لها داخل الحديقة يتبين لنا أن :
- الإحساس يشترك فيه جميع الحيوانات في حين أن الإدراك خاص بالإنسان كما أن الإحساس صادق دائما عند جميع الحيوانات ، على حين أن التفكير قد يكون خطأ وقد يكون صوابا ولا يوجد إلا عند الكائنات التي لها عقل .
- الإدراك لكونه يحمل الخصوصية الإنسانية فهو يحمل أخص هذه الخصوصية أي العقل .
2 ـ إدراك ما وراء المعرفة :
ـ إن آلية الإدراك الذهنية تقوم دائما عند جميع الناس على مرحلية ثلاثية متكاملة :
• الصورة الإجمالية ( أو التلفيقية ) : هي صورة أولية غامضة بوجود علاقة مابين الأصوات .
• التحليل ( أو التفكيك ) : أي إدراك العلاقات القائمة بين أجزاء الشيء المدرك (الأصوات ).
• التركيب ( أو إعادة التأليف ) : هو بمثابة الصورة الكلية التي تمكن من ربط الأجزاء بالمجموع.
ـ إن آلية الإدراك الذهنية تستوجب الاستعانة بالوظائف العقلية العليا بنسب مختلفة كدور التذكر ولذلك قيل : (( الإدراك تذكر )) ،ودور التخيل ملحوظ بوجه خاص في مرحلة تكوين الصورة الإجمالية التي افتتح بها الإدراك نشاطه .
ـ ثانيا: نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي :
يختلف إدراك العالم المحيط بنا من شخص إلى آخر ،بل حتى لدى الشخص الواحد أحيانا ، والسبب في ذلك يعود إلى وجود عوامل وشروط متنوعة تتصل بالذات المدركة وبالموضوع المدرك وبالموقف الذي يشكلهما .
1 ـ كل إدراك تابع للعوامل المشكلة له : إن الإدراك تتحكم فيه عوامل ثلاثة متكاملة :
• عوامل نفسية وعقلية : تتعلق بذات المدرك وتفسر تباين الإدراك في الموقف الواحد من شخص إلى آخر مثل الاتجاه النفسي ( أو الميل ) والتهيؤ ( أو الانتباه والتوقع ) والتعاطف والكبت والإسقاط .
• عوامل موضوعية وبيئية : لها صلة بالموضوع المدرك وتأثيره على تنوع الإدراكات لدى الشخص المدرك ومنها الشكل والأرضية والتشابه والتقارب .
• عوامل اجتماعية وثقافية : وهي تعنى بتأثير المكتسبات الاجتماعية والثقافية في تعيين طبيعة إدراكاتنا .
2 ـ للإدراك أخطاء وأمراض :
ـ أخطاء الإدراك : وهي كثيرة نذكر منها نوعين رئيسيين :
• الخداع البصري : كالعصا يغمس نصفها في الماء فتبدو لنا منكسرة ، أو الشمس والقمر في الأفق أكبر مما هما في قرص السماء
• الخداع الحركي : ويعرف بأنه إدراك حركة حيث لا توجد حركة بالفعل ، ومن أمثلته: حركة (Alpha) و حركة (Delta) وأخيرا حركة ( Beta ) : حيث نعرض صورتين ساكنتين أولا ثم نعرضهما بواسطة آلة عرض الأفلام ، فإننا نلاحظ على الشاشة تحركا .
ـ أمراض الإدراك : وأشهرها على وجه الخصوص : أمراض المعرفة Agnosie): وتصيب الحساسية فلا يتم التمييز بين إحساسين أو أكثر. وأمراض الهلوسة ( Halliucination ) : وفيها يخلط الإنسان بين الأحلام والواقع ، ويرى ما لا وجود له .
هل كل معارفنا الإدراكية حول هذا العالم تنبع بالضرورة من الإحساس ؟
إذا رجعنا إلى مباحث الفلسفة التقليدية، وخاصة مبحث نظرية المعرفة نجد نزاعا قد استحكم طوال قرون متوالية بين القائلين بالطبيعة العقلية للمعرفة والطبيعة الحسية ، وبالرغم من الخلاف الشديد بينهما ، إلا أن الفريقين يتفقان على مسألة جوهرية مهمة وهي ضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك .
ـ المذهب العقلي: يرى العقليون قديما وحديثا بضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك ، ذلك أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية في حاجة دائمة إلى صقل وتجريد عقلي ، ففلاسفة اليونان الكبار أمثال سقراط وأفلاطون يرون وهذا من خلال محاورة أفلاطون التي دارت بين سقراط وغلوكون أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة ، بل الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها ، لأن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية . والإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك ، فالإحساس من شأن العامة والمعرفة فيه ظنية لا يقينية وهي أقل وضوحا وكمالا ، بل لا تتجاوز ما توافر عند الحيوانات ، ولأن الإدراك يقتضي تعقل الشيء بواسطة البحث عن ماهيته ( أي تجريده من صوره الخارجية ) وعن السبيل إلى معرفته ( أي التأمل ) وعن سنده ( أي الروح الإنسانية ) . كما أن ديكارت لا ينكر الإدراك الحسي تماما ولكنه يقلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل .
ـ يؤكد علم النفس الحديث على عدم إمكانية الفصل بين الإحساس والإدراك ، كما أن الفلسفة الحديثة تنظر إلى الإدراك على أنه شعور بالإحساس ، فلا يصبح عندها الإحساس والإدراك ظاهرتين مختلفتين وإنما وجهان لظاهرة واحدة .
ـ المذهب الحسي : يرى الحسيون قديما وحديثا بالتمييز بين الإحساس والإدراك ومقياس الحقيقة عندهم هو التجربة والإحساس وليس العقل والإدراك المجرد ، ففي الحوار الذي جرى بين الملك هاملت والحفار نلاحظ أن هاملت يرمز إلى العقل بينما الحفار يرمز إلى التجربة الحسية . ويرى الرواقيون أن مقياس المعرفة الحقة ليس تلك الأفكار التي كوناها بأنفسنا وصنعناها بأذهاننا ، بل لابد من العودة إلى المصدر الذي استقينا منه أفكارنا الكلية أي التجربة الحسية فهي أحرى بأن تكون المقياس الحقيقي ، وهكذا فإن نفس الطفل كما يرى الرواقيون لا تشتمل على أي نوع من المعارف المسبقة أو الفطرية فهو يبدأ في تحصيلها بعديا شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية وما يتوارد على نفسه من صور المحسوسات فتنطبع على سلوكه فالحوار الذي جرى بين العالم الأنثربولوجي والرجل البدائي يبين أنه ليس ثمة أفكارا فطرية بل خبرة مكتسبة وهذا ماأكده الفيلسوف الإنجليزي جون لوك بقوله : " .. الحواس والمدارك هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء إلى الغرفة المظلمة ( أي العقل ) " .
ـ إن النظرية التقليدية سواء عند العقليين أو الحسيين لم تستطع حل الإشكال القائم حول طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك ، وهي وإن اعترفت بأن مداركنا تبدأ من الإحساس اختلفت فيما بينها في تعيين أولوية كل منهما.
ـ مدرسة الجشطالت : كلمة (GESTALT) تدل على الصيغة أو الشكل ( FORME ) وأصل هذه الكلمة يرجع إلى دراسة أصحاب هذه النظرية للمدركات الحسية حيث بين كل من ( كوفكا ) و (كوهلر) و( فيرتهيمر ) أن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر أو الأجزاء التي يتألف منها الشيء المدرك بل شكله وبناؤه العام . لنتمثل هذه الأشكال الثلاثة والتي عرضها الجشطالتيون ضمن أبحاثهم المعروفة على شخصين :
من الواضح أن الشخصين معا اتفقا عل إدراك للنقطة السوداء في الشكل (1) لا على أنها منعزلة بل بصفتها شكلا ) على ( خلفية ) والعلاقة بين هذين العنصرين تفترض انتظام المجال البصري بأجمعه لكنهما اختلفا حول تعيين كل من اللونين الأبيض والأسود أيهما الخلفية ؟ وأيهما الشكل ؟
وعل هذاالأساس وجدت نظرية الجشطالت حلا لإشكالية الإدراك وكشفت عن القوانين التيينتظم بها العالم الخارجي وهي تعرف باسم قوانين الانتظام : كقانون التجاور ،قانون التشابه ، قانون الاستمرار قانون الإغلاق.
وهذه القوانين التيتنظم عملية الإدراك في نظر الجشطالت لا تصدق على مجال البصر فقط بل تصدقعلى كل المجالات الحسية الأخرى فالأصوات هي عبارة عن بنيات أو صيغ ندركهاعن طريق السمع والدليل على ذلك أننا عندما نستمع إلى أغنية فنحن ندركهاكوحدة مؤلفة من اللحن والنغم والإيقاع أي كبنية متكاملة ولا ندركها كأجزاءمنفصلة . ويمكن تعميم مثل هذا الإدراك على الشم والذوق واللمس .
ـمدرسة الجشطالت نظرت للإدراك نظرة كلية وركزت كثيرا على الشروط الخارجيةالتي تحدثه وبالتالي قللت من شأن الدور الذي قد تلعبه الذات العارفة فيعملية الإدراك ، مع أن تأثير البنيات في الذهن لا يعني دائما أن الذاتالعارفة لا تؤثر في الأشياء التي تدركها .
ـ النظرية الظواهرية :الظواهرية أو الفينومينولوجيا منهج ومذهب معا في الفلسفة المعاصرة أسسهالفيلسوف الألماني إدموند هوسرل . عند تحليل مجريات الحوار الذي دار بينصيادين نستنتج أن إدراك كل من الصيادين للأمور يكاد يكون مختلفا فالأوليرمز إلى إدراك حسي فينومينولوجي والثاني يرمز إلى مانسميه بالإدراك المجردعلى طريقة العقليين ، والإدراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة وصفية يؤديإليها عامل الإمتداد الذي يتميز به شعورنا ، فلا إدراك أو شعور إلا بموضوع، وليس ثمة ما يبرر الحديث عن إدراكات عقلية خالصة ومجردة فهي لا تحملمعرفة عن العالم الخارجي ، بل تمثل إنشاءات ذهنية وترفا فكريا لا طائل منورائه ذلك أن النزعة الظواهرية تعتقد أنه ما من شيء يمكن أن يتبدى إلىالإنسان غير الظواهر ونحن لا نعرف غير هذه الظواهر ، كما نجد أن الظواهريينلا يقفون عند حد اعتبار إدراكنا الحسي مشروطا بموضوع ما كظاهرة في العيانتحتل ساحة الشعور برمتها بل نراهم يرهنونه بالقصدية التي تميزه وبالمعايشةالتي تربطنا به .
ـ إن قيام هذا الطرح على فكرة عدم التمييز بين الإحساسوالإدراك ، قد أدى إلى تغليب الشعور الذاتي لإدراكاتنا بإضفائه لهذاالشعور على العالم الخارجي بشكل سلبي أحيانا .
خاتمة : إن الإحساسبوصفه علاقة أولية بالعالم الخارجي ، والإدراك باعتباره معرفة مجردة بهذاالعالم ، إن هما إلا تصوران فلسفيان تسببت في الفصل بينهما مقتضيات مذهبيةوذاتية . ولكن واقع الحال أثبت استحالة هذا الفصل خاصة من جهة اعتبارالإحساس مسبوقا بشيء من فعاليات العقل العليا التي تسنده وتببر له التوحدتوحدا تاما مع المعرفة الإدراكية التي يخلص إلى تحصيلها ، ذلك أن حواسناتنفعل لمداركنا وتشكل لها معينا لا ينفد من المعلومات والمعطيات ، وفي نفسالوقت تتفاعل مداركنا معها قبل وأثناء وبعد الاتصال الأولي بالعالم الخارجي، وهنا تكمن خصوصية المعرفة الحسية الإدراكية التي ينفرد بها الإنسان عن ىسائر المخلوقات الأخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مذكرة فلسفلة في الاحساس والاداراك موضوع: المذكرة :01
إعداد أساتذة الفلسفة متقن بغداد بومدين المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
المذكرة: 01- القسم: 3 آداب وفلسفةالإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي
الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكريةالمشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كلنشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك وتكفله بكل نشاطات الإنسان طرح الإشكالية:
هل علاقاتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس ؟ وإذا كان الإحساس عملية أولية للاتصال بالعالم الخارجي، فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني ؟
I. ماذا عن الإحساس كعلاقة انفعال وتفاعل أولييّن مع العالم الخارجي ؟
أولا: الإحساس بوصفه نشاطاً أوّلياً ومتعدّداً: إن الإحساس حادثة أولية وبسيطة و بها تحصل المعرفة ويتمّ التكيف . ولكن أليس من التناقض اعتباره أوّلياً ومركباً ؟ واحداً ومتعدداً في ذات الوقت ؟
1. الإحساس بسيط ومركب في الآن نفسه:
(أنظر الوضعية المشكلة صفحة 9) الإحساس يتمّ بطريقة أوّلية ومباشرة" فالإحساس هو قبول صورة الشيء (المحسوس) مجرّدة عن مادته فيتصور بها الحاسّ."
- آلية الإحساس ثلاثية التركيب ونخلص من ذلك إلى أنه لا يوجد تناقض بين طبيعة الإحساس الأوّلية البسيطة وبين صفة التركيب فيه
2. الإحساس متنوّع و واحد في ذات الوقت: - الإحساس متنوّع بتنوّع قنواته- لإحساس واحد و مشترك في جميع أنواعه- حواسنا تشترك جميعها في آلية التركيب وكيفية الحدوث
إن الإحساس إذن، قناة اتصال أساسية بيننا وبين العالم الخارجي.
ثانياً : من الظاهرة الحيوية إلى الظاهرة النفسية :
1- الإحساس ظاهرة حيوية غايتها حفظ البقاء : أنظر الحوار صفحة 11- نستنتج من مجريات هذا الحوار :
• أن ثمة تفاوتاً في طبيعة الإحساس بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى
• وأن التفاوت المشار إليه تفرضه الحاجة الحيوية إلى التكيف وحفظ البقاء.
1. الإحساس والشعور والانطباع النفسي :
يقول جميل صليبا: " الإحساس حادثة نفسية أولية، وهو إما أن يكون انفعالياً، أو عنصراً من الحياة العقلية.. فكل انفعال نفسي ينشأ عن تبدل عضوي .. أو هو صدى التبدلات الجسدية وانعكاس آثارها على الشعور" الإحساس يتعلق بالتأقلم مع العالم الخارجي أكثر من تعلقه بمعرفة هذا العالم، وأن طبيعته الحيوية تطغى على طبيعته النفسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متقن بغداد بومدين
المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
- القسم: 3 آداب وفلسفة المذكرة: 01
الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك وتكفله بكل نشاطات الإنسان :.
II وماذا عن الإدراك كمعرفة عقلية تطلعنا على حقيقة هذا العالم الخارجي ؟
ـ أولا: الإدراك وفعاليات العقل العليا : "..العملية النفسية التي يتمّ بواسطتها الاتصال بيننا وبين العالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم. وهو تابع لاهتماماتنا ولقدراتنا العقلية " أنطوان مقدسي- فيمَ تتمثل خصوصية الإدراك الإنسانية إذن ، وأين يكمن تعقيده ؟
1. إدراك ما وراء الإحساس : وضعية مشكلة صفحة 14) يتبيّن من تحليل هذه الوضعية المشكلة:
• أن الفرق بين سلوك كل منهما، هو تماماً كالفرق مبدئياً بين العقل والإحساس:
يقول ديكارت:" .. وإذن فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أن أراه بعيني"
2. إدراك ما وراء المعرفة :
• أن آلية الإدراك الذهنية تقوم دائماً عند جميع الناس على مرحلية ثلاثية متكاملة :
* الصورة الإجمالية(أو التلفيقية* التحليل(أو التفكيك) * التركيب(أو إعادة التأليف)
• أن آلية الإدراك الذهنية تستوجب الاستعانة بالوظائف العقلية العليا بنسب مختلفة. يقول برغسون: " الإدراك تذكر"
- ونستتج من كل ما سبق ، أن الإدراك عملية إنسانية في المقام الأول باعتباره وظيفة عقلية عليا ، وأنه فعالية معقدة تتدخل فيها قدرات عقلية مختلفة وفق نمطية ثابتة تتيح له أن يحقق ، في آن واحد ، المعرفة من وراء الإحساس والتجريد من وراء المعرفة.
، ثانياً: نسبية المعرفة في إدراكنا الحسيكل إدراك تابع للعوامل المشكلة له : :
1. إن الإدراك- على ضوء الوضعية المشكلة- تتحكم فيه عوامل ثلاثة متكاملة
• عوامل نفسية وعقلية • عوامل موضوعية وبيئية • عوامل اجتماعية وثقافية
يمكننا أن نستنتج بأن الإدراك في آليته ليس واحداً عند جميع الناس، فهو يتوقف على مؤثرات متعدّدة تجعل، في بعض الأحيان، معارفنا عن العالم الخارجي نسبية.
2. للإدراك أخطاء وأمراض :
يقول مالبرانش: " ..ليست حواسنا هي التي تخدعنا ، وإنما إرادتنا بأحكامها السريعة ".
- أخطاء الإدراك : وهي كثيرة نذكر منها نوعين رئيسيين :
- الخداع البصري : كالعصا يُغمس نصفها في الماء فتبدو لنا منكسرة. - الخداع الحركي
• أمراض الإدراك : وأشهرها على وجه الخصوص : أمراض المعرفة (Agnosie): وتصيب الحساسية ، فلا يتمّ التمييز بين إحساسين أو أكثر . وأمراض الهلوسة (Halliucination) : وفيها يخلط الإنسان بين الأحلام والوقائع
نخلص فيالأخير إلى أن الإدراك يكاد يكون ظاهرة إنسانية ، يتميز بطابعه العقليوبكونه نشاطاً معقداً يحتاج إلى إسهام بقية الوظائف العقلية الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متقن بغداد بومدين
المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
- القسم: 3 آداب وفلسفة - المذكرة: 01الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكريةالمشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراكالكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك وتكفله بكل نشاطات الإنسان.
III. ثم هل كل معارفنا الإدراكية حول هذا العالم، تنبع- بالضرورة- من الإحساس؟
ـ أولا : الإحساس والإدراك المجرّد : . المعرفة بالجزئيات والمعرفة بالكليات : ( وضعية مشكلة صفحة 18)
• الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة : فهو ناشىء عن إحساسنا المباشر بالأشياء ولا يحمل معرفة مجردة
• الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة : فقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل
بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية.
2. من المعرفة الظنية إلى المعرفة اليقينية :
كيف نميّز الإحساس عن الإدراك من حيث القيمة ؟• الإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك :
الإحساس من شأن العامة ، والمعرفة فيه ظنية، أقل وضوحاً، بل لا تتجاوز ما توافر عند الحيوانات والإدراك يقتضي تعقّل الشيء بواسطة البحث عن ماهيته، وعن السبيل إلى معرفته، وعن سنده
وخلاصة القول ، أن أنصار المذهب العقلي منذ العصر اليوناني إلى الآن ، يعتقدون أن ثمة ما يستوجب التمييز بين الإحساس والإدراك، وهم يعتبرون أن ليست كل إدراكاتنا المعرفية نابعة- بالضرورة - من الإحساس ، بل أن الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل وما وراء العقل أيضاً.
ثانياً : الإحساس مصدر كل معرفة :
ما الذي يثبت ، في كل الأحوال ، أن معارفنا الإدراكية لا مصدر لها سوى الإحساس والتجربة الخارجية ؟
التجريب بدل التجريد : ( أنظر الوضعية صفحة 21)
• مقياس الحقيقة هو التجربة والإحساس، لا العقل والإدراك المجرد • الإدراك العقلي نفسه مكتسب من مكتسبات الخبرة
2- الخبرة بدل الفطرة :
إلى أي مدى برّر الحسيون نفيهم للأفكار الفطرية وقولهم بالخبرة الحسية؟
• ليس ثمة أفكار فطرية ، بل خبرة مكتسبة :• ليس ثمة أفكار مجردة ، بل انطباعات حسية :
- وخلاصة القول،أن النظرية التقليدية التي استفاض أقطابها من العقليين والحسيين القدامى والمحدثين في بسطها
وتعليلها ، لم تستطع حلّ الإشكال القائم حول طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك.
متقن بغداد بومدين المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
- القسم: 3 آداب وفلسفة المذكرة: 01
الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك وتكفله بكل نشاطات الإنسان.
IV. وهل الطابع الأوّلي لإحساساتنا يعني– بالمقابل- خلوُّها من أيّ نشاط ذهني سابق ؟
أولا : الإدراك الحسي للصورة الكلية : وهل نستطيع فعلا أن نميّز بين معرفة حسية ومعرفة عقلية ؟
1- الإدراك الحسي ناتج عن انتظام الأشياء في المجال : (أنظر الأشكال صفحة 25)
2- نشاط الذهن في الإدراك الحسي شكلي :
فإن فضل هذه النظرية يكمن بالخصوص في تطوير وصياغة وتنسيق معارفنا حول الإدراك الحسي، نبّهتنا إلى أهمية
العوامل الخارجية في تشكيل عملية الإدراك،إلا أنها قلّلت، بالمقابل، من دور وإسهام العوامل الذاتية إلى حدّهما الأدنى.
ـ ثانياً: الإدراك والتعايش مع الأشياء : وهل يلتقي الظواهريون في ذلك مع العقليين أم يفترقون؟
1. لا إدراك إلا بموضوع : أنظر الحوار صفحة 27
فإن الإدراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة وصفية يؤدّى إليها عامل الامتداد الذي يتميّز به شعورنا ؛ فلا إدراك أو شعور إلا بموضوع أن " ..النزعة الظواهرية تعتقد أنه ما من شيء يمكن أن يتبدّى إلى الإنسان غير الظواهر..ونحن لا نعرف غير [هذه] الظواهر
2. لا موضوع مدرك إلا من حيث هو مقصود :
إن قيام هذا الطرح على فكرة عدم التمييز بين الإحساس والإدراك، لم يُعفِه من نقيصة تغليب الشعور الذاتي لإدراكاتنا.
نستنتج أن العالم الخارجي ومعرفتنا به يشكّلان كلّا واحداً موحّداً سواء عند الغشطالتيين أو الظواهريين وأن ما نسمّيه بالإحساس الخالص أو العقل المحض وهمٌ فرضه النزوع المذهبي للحسيين والعقليين على السواء.
خاتمة: حــل المشكلة
إن نتائج الأبحاث العلمية الباهرة في علوم الحياة والإنسان، أثبت استحالة الفصل بين الإحساس بوصفه علاقة
أولية بالعالم الخارجي ، والإدراك باعتباره معرفة مجردة بهذا العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ltr]في الإحساس والإدراك مقالة [/ltr]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ أوبليل
المشكلة الأولى: في الإحساس والإدراك
« هل علاقاتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس ؟ وإذا كان الإحساس عملية أولية للاتصال بالعالم الخارجي ، فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني ؟ »
Ø المـوضـوع: إذا كنت أمام موقف، يقول: « نحسُّ الأشياءَ، ثم ندركُها »، ويدفعك القرارُ إلى أن تختبرَ الموقفَ وتفصلَ في الأمر، فتصف طبيعةَ العلاقةِ بين الإحساس والإدراك، فما عساك أن تصنعَ ؟
أولا: قبل الشروع في تحرير المقال :
1/ تحديد معاني الكلمات المفتاحية:
J الإحساس: Sensation: جميل صليبا: «الإحساس حادثة نفسية أولية وهو إما أن يكون انفعاليا، أو عنصرا من الحياة العقلية . فكل انفعال نفسي ينتج عن تبدل عضوي .. أو هو صدى التبادلات الجسدية وانعكاس آثارها على الشعور» .
إن علاقة الإنسان بالعالم الخارجي، تبدأ على شكل إحساسات، فنحن دوما نرى أشياءً ونسمع أصواتًا، ونشم روائحَ، ونلمس أجسامًا، ونذوق أطعمة، كما نحس بالضغط والحرارة والبرودة، كلّ هذه الظواهر هي إحساسات، أي أنها عبارة عن الأثر النفسي، أو الحالة الذهنية أو الشعورية التي يحدثها فينا تأثير منبه خارجي (أو داخلي كحركات المعدة والأمعاء مثلا) في عضو من أعضائنا الحاسة .
J الإدراك Perception: أنطوان مقدسي: « الإدراك هو العملية النفسية التي يتمّ بواسطتها الاتصال بيننا وبين العالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم . وهو تابع لاهتمامنا ولقدراتنا العقلية » .
والإدراك ظاهرة نفسية مركبة: إن الأشياء التي نراها والأصوات التي نسمعها، إنّها لا تشكل إحساسات خالصة مجردة محضة، بل إنّها إدراك. نحن لا نحس الأشياء مجردة ومنعزلة، بل ندركها، نتعرف عليها في المكان كما نتعرف على علاقاتها بالأشياء الأخرى وبذواتنا، علاوة على ما نعطيه إياها من معان ودلالات نتيجة خبراتنا وتجاربنا الماضية .
2/ فهم السؤال: واضح أن الموضوع هنا يتناول العلاقة بين الإحساس والإدراك. هل يمكن القول بوجود إحساس خالص مجرد منفصل عن الإدراك (متى ؟ وبالنسبة لمن ؟) أم أن كلّ إحساس هو إدراك ؟[