أحد الصحابة كان يستطيع أن يحمل ما تحمله ستة من الجِمال !! هل عرفتم من هو ؟
سفينة مولى رسول الله
سفينة أبو عبد الرحمن, ويقال: أبو البختري مولى رسول الله، كان عبدًا لأم سلمة زوج رسول الله فأعتقته، وشرطت عليه أن يخدم النبي حياته. يقال: اسمه مهران بن فروخ، قاله الواقدي. ويقال: اسمه نجران، قاله محمد بن سعد. ويقال: اسمه رومان، ويقال: رباح، ويقال: قيس، ويقال: شنبة بن مارفنه[1]. وهو من مولدي العرب، وأصله من أبناء فارس، وهو سفينة بن مافنة[2].
من مواقف سفينة مع الرسول :
كان الرسول هو الذي سماه سفينة، يقول : كان اسمي قيسًا فسماني رسول الله سفينة. قلت: لم سماك سفينة؟ قال: خرج ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال: "ابسط كساءك". فبسطته، فجعل فيه متاعهم ثم حمله عليَّ فقال: "احمل ما أنت إلا سفينة". فقال: لو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل عليَّ[3].
من الأحاديث التي رواها سفينة عن الرسول :
عن سفينة عن أم سلمة زوج النبي قالت: سمعت رسول الله يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وخلف له خيرًا منها". قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله. قالت: ثم عزم الله لي, فقلتها: اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها. قالت: فتزوجت رسول الله.
وهذا درس لنا نحن المسلمين أن نقول هذا الدعاء في كل ضائقة نتعرض لها، حتى يخلف علينا الله بأحسن منها.
وعن سفينة أبي عبد الرحمن: أن رجلاً أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعامًا، فقالت فاطمة بنت رسول الله: لو دعونا رسول الله فأكل معنا, فدعوه، فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فرأى القرام (القرام: الستر، كره الزينة والتصنع) قد ضرب به في ناحية البيت، فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه، فانظر ما رجعه, فتبعته فقلت: يا رسول الله، ما ردك؟ فقال: "إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتًا مزوقًا"[4].
فما تعلق صحابة رسول الله بالدنيا، وتعاملوا مع الدنيا من منطلق أنها قنطرة للآخرة، ووجودهم فيها من أجل تحصيل الثواب، والوصول إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
وعن سفينة مولى رسول الله قال: خطبنا رسول الله فقال: "ألا إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد حذر الدجال أمته، هو أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر، يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار، فناره جنة وجنته نار، معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء، لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله، وذلك فتنة، فيقول الدجال: ألست بربكم؟ ألست أحيي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبت، ما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه، فيقول له: صدقت، فيسمعه الناس فيظنون إنما يصدق الدجال وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها فيقول: هذه قرية ذلك الرجل، ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عند عقبة أفيق"[5].
وفاة سفينة مولى رسول الله :
توفي سفينة في زمن الحجاج[6].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/132، ابن الأثير: أسد الغابة 2/481.
[2] ابن كثير: البداية والنهاية 5/337.
[3] الحاكم: المستدرك (6548)، 3/701.
[4] المصدر السابق (2758)، 2/203.
[5] الإمام أحمد: المسند (21929)، 36/257، 258.
[6] ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/685.