أمال طاقم الاشراف
عدد المساهمات : 567 تاريخ التسجيل : 14/03/2013 الموقع : تلمسان
| موضوع: اهمال الواجبات المنزلية : الأسباب و الحلول الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 - 20:23 | |
| اهمال الواجبات المنزلية : الأسباب و الحلول
تتسائل الكثير من الأخوات عن مشكل يرهقهن كثيرا ، و هو عدم إنجاز الابناء لواجباتهم المدرسية و حتى إذا أنجزوها ينجزوها بإهمال و عدم اكتراث ، وقد ارتأيت أن أجعل الموضوع لما له من أهمية ملاحظة في مجتمعنا في جزءين: الأول للأسباب و الثانية من أجل التوسع في بعض نقاط الحل الجزء الأول : الأسباب. إن إهمال الواجبات المنزلية ، ليس هو المشكل بل هو من مظاهر انعدام المسؤولية و كره الدراسة ، بسبب تصورات الطفل و عدم تفهمه لأسباب هذه التمارين الإضافية , بل ربما يعتبرها شكلا من أشكال العقاب غير المبرر . أسباب الظاهرة تتنوع و تختلف حسب الحالة لكني سأ حاول إجمالها في النقط التالية : من طرف الأساتذة : عدم تحبيب المادة لتلاميذ يعتبر أهم محاور المشكل لأن الطفل إذا أحب شيئا فعله مباشرة دون دفع أو إجبار ، بل و يفعله و هو مستمتع كأنه يلعب بلعبة محببة إليه . ثم عدم شرح التمارين و أسبابها للتلاميذ يجعلهم يحكمون مخيلتهم الواسعة وتصوراتهم الخاطئة و يعتبرون الأعمال المنزلية عقابا بدون ذنب. من طرف الآباء : عدم تشجيع الآباء الأبناء على القيام بالواجبات المنزلية ، فكثيرا ما يكون أصل المشكل من تهاون الآباء في دفع أبنائهم لإنجاز واجباتهم المدرسية ، وهذه قصة حقيقة قصتها أم في إحدى القنوات الفضائية ليستفيد منها الآباء، تحكي الأم فتقول : لدي ابنة أدخلتها المدرسة وهي مازالت صغيرة ، كلما عادت من المدرسة مساءا سألتها عن أحوال المدرسة و كيف تعاملت مع أستاذتها و زملائها ، كانت إجابتها "جيدة" و قد طلبت مني الأستاذة القيام بواجب منزلي " نقل جملة واحدة " ، قلت لها كُلي ثم شاهدي التلفاز قليلا لنقوم بالواجب سويا ، بعد أن أكلت و عند مشاهدتها لتلفاز نامت ، ولم أستطع إيقاضها لأنها صغيرة و تعبت من المدرسة ،؛ فأخذت كتاب الواجب وقمت بنسخ الجملة بيدي اليسرى لكي لا تكتشفها المربية ، في اليوم التالي سألتها عن أحوال المدرسة و الواجب فقالت : جيدة و أعطتني المربية نجمة (أي قمت بالواجب بشكل جيد ) ، فقلت لها هل عندك واجب اليوم قالت : نعم نقل جملة أخرى فقلت كُلي وشاهدي التلفاز قليلا لنقوم بالواجب معا ، ونفس الشيء حد ث نامت و هي تشاهد التلفاز ، و أنا أعد ت نفس الفعل نقلت الجملة بيدي اليسرى ، في اليوم الثالث عند عودة ابنتي من المدرسة سألتها عن المدرسة والواجب ، فقالت : جيد و أعطتني المربية نجمة ثم قالت عندي واجب نقل جملة ، فقلت لها كلي و شاهدي التلفاز و لكن لا تنامي هذه المرة لنقوم بالواجب معا ، فقالت لا يا أمي فالواجب " سوف يحل نفسه بنفسه" . صدمت الأم بتصور ابنتها و حاولت بعد ذلك تصحيح تصورها و لكنه من صعب إصلاح ما كُسر ، إن هذه الحكاية على بساطتها تسلط الضوء على أهم أسباب الفشل الدراسي ، أي عدم تحمل المسؤولية ، لأن أبناءنا يحتاجون التدرب على تحمل المسؤولية من الصغر. من طرف الأبناء : عدم الاكتراث و كثرة المُلهيات من أسباب ضياع الأبناء بصفة عامة ، وهي نفس أسباب عدم القيام بالأعمال المنزلية ، لأن هناك أشياء ممتعة و أفضل للقيام بها مثل العاب playstation و مشاهدة التلفاز. الجزء الثاني : الحلول تتمة للمقالة السابقة " إهمال الواجبات المنزلية: الأسباب "؛ في هذه المقالة بعض النقط التي رأيتها مهمة في التعامل مع هذه المشكلة ، و أهم ما أود التركيز عليه أن هذه النقاط هي اجتهاد شخصي من قراءتي لمجموعة من الكتب التي تهتم بتربية الأطفال و مجموعة من التدوينات و من خلا ل ممارستي المهنية ، ثاني نقطة أن مثل هذه المشاكل التي تتعلق بالإنسان هي مُركبة ومتشابكة بالأصل لأنها تتعلق بمخلوق مركب من عقل و عاطفة و سلوك ؛ لذلك قد يحتاج علاج هذه المشكلة لتركيب مجموعة من الحلول لإنتاج دواء ناجع، و أخيرا لحل هذه المشكلة لابد من أن تتعاون عدة أطراف فيما بينها حلول من طرف الأساتذة : أولا لابد من الاتفاق الأولي بين أطراف العملية التعليمية التعلمية حول الواجبات المنزلية ، إذ على الأستاذ و التلاميذ الاتفاق حول ميثاق العمل المدرسي و من أهم النقاط التي يحتويها الميثاق الاتفاق حول الواجبات المنزلية و لا ضرر في الاتفاق حول عددها و مدى صعوبتها مثلا تحدد في ثلاث أيام في الأسبوع،كما يُذكر التلاميذ بأهمية الواجب المنزلي و تأثيره على مدى تحصيلهم و تفوقهم الدراسي. ثانيا لابد من معرفة الأسباب الشخصية للمُهل في واجباته المنزلية ،هذه الفكرة ستساهم في توسيع و معرفة الرأي الأخر في المشكلة ؛ من الممكن مثلا أن يطلب من التلميذ أو التلاميذ كتابة موضوع إنشائي حول أسباب عدم القيام بالواجب أو القيام به بشكل رديء ، وبذلك نعرف المشكل ونحله من جذوره ، لأن المشكل من الممكن أن يكون متصلا بتصورات خاطئة لدى الأطفال، وأول خطوة لتصحيحها هي معرفتها.
حلول من طرف الآباء : إن المطلوب من الآباء هو تشجيع أبناءهم على الدراسة و القيام بالواجبات المتصلة بها ، و لكن معظم الآباء يقول: " أنا أشجع ابني على القيام بواجباته الدراسية لكنه لا يقوم بها" ، وهنا يا صديقي المشكل ليس في الطريقة أي التشجيع و لكن المشكل في كيفية تطبيق الطريقة ، إذ أن أول ما يجب فعله لتفعيل التشجيع هي معرفة ما يحفز الأطفال و ما هي رغباتهم، سواء من خلال الملاحظة أو حتى أن تطلب منهم كتابة ما يريدون الحصول عليه و ما يتطلعون إليه ثم تستعمل هذه القائمة لتشجيعهم على القيام بأعمالهم الدراسية ، وكذلك الاستفادة من مجموعة من الوسائل الموجودة مسبقا مثل التلفاز والإنترنت و الألعاب الإلكترونية فلابد من أن تكون متصلة بالأعمال المدرسية. إن الواجبات المدرسية تختلف درجة صعوبتها لذا في بعض الأحيان يكون من الضروري مساعدة الأولاد على إنجازها و إعادة توضيحها ، إذ لابد أن يحس الطفل أن العائلة متضامنة معه من اجل إنجاز واجباته المدرسية ؛ فهذا يقوي الروابط الإيجابية لدى الطفل سواء مع عائلته أو مع الدراسة بشكل عام. و أخيرا لابد من تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية و ربطها بالوقت ، و يُستحسن تحديد وقت معين للدراسة في المنزل مثلا بعد العودة من المدرسة وتناول الطعام و قبل التلفاز والإنترنت ، و كذلك تحديد مدة زمنية حتى وإن لم تكن هناك واجبات منزلية فهناك المراجعة أو على الأقل المطالعة و القراءة. حلول من طرف التلاميذ: إن مشكل إهمال الواجبات المنزلية لا يتعلق فقط بالأساتذة والوالدين إنما يتجاوزهم للأطفال أنفسهم ، إذ لابد من أن يحاول الطفل الاتزان في حياته اليومية أو كما قال صلى الله عليه وسلم " ساعة وساعة " بمعنى هناك وقت لدراسة ووقت لراحة و المرح ، باتزان دون أن يسيطر جانب على الآخر فنصبح مثل السيارة التي تتحرك بثلاث عجلات ، متدبدبة على الطريق. ثم من أهم ما على الأطفال تعلمه ترتيب الأولويات لأن لكل شخص أولويات في الحياة حددها هو نفسه أو حددها له المجتمع و الأسرة و الإعلام ، علمت بذلك أم لم تعلم أنت تعمل حسب أولويات مرتبة مُسبقا، لاحظ أعمالك وتصرفاتك و ستعرف ما هي أولوياتك في الحياة ، إن ترتيب الأولويات كترتيب البيت الداخلي، فأنت لا تستطيع العمل في مكان مضطرب لا تعرف أعلاه من أسفله ، كذلك الحياة؛ لا تستطيع العيش بها و أنت لا تعرف ما هي أولوياتك أهي الدراسة أم اللعب أم العمل ، عند الأذان ما هي الأولوية أهي الصلاة أم الدراسة ، عند الرجوع من المدرسة ما هي الأولوية أهي الواجبات المدرسية أم اللعب أم الأكل، حدد أولوياتك لتقود حياتَك. في الختام؛ الأعمال المنزلية فرصة لتَفوق و لرَبط المدرسة بالأُسرة و هي طريقة لرفع من جودة المنتوج التربوي ؛ بشرط أن نُحسن استعمالها ، و بألا تزيد من أثقال الآباء بالساعات الإضافية و ساعات الدعم .
| |
|