المفكر الحر طاقم الاشراف
عدد المساهمات : 132 تاريخ التسجيل : 01/11/2010
| موضوع: "العقل الجزائري في خطر" الأربعاء 12 مارس 2014 - 21:13 | |
| "العقل الجزائري في خطر" محمد الهادي الحسني في السادس من شهر أوت من سنة 1925 كتب الشيخ مبارك الميلي (ت1945) مقالا في جريدة "المنتقد" للإمام ابن باديس عنوانه "العقل الجزائري في خطر"، وما أظن فترة من تاريخ الجزائر الحديث ينطبق عليها هذا العنوان مثل هذه المرحلة التي نرى الخطر بأعيننا، وندركه بعقولنا، ونحسه بشواعرنا، ونلمسه بأيدينا. لا يعنيني مما جاء في مقال الشيخ مبارك إلا تنديده بمن يقدسون أناسا، ويصفونهم بأوصاف لا يستحقونها، داعيا الجزائريين إلى الإقبال على مجالس التدريس، والابتعاد عن أماكن التدليس، لأن هذه تُهيئ العقول للاضمحلال، وتغشُ الناس فتُصور لهم المريض صحيحا، والقبيح مليحا، والعَييَّ فصيحا، والهجين صريحا،... إن الذي جعلني أستعيرُ عُنوان الشيخ الميلي لهذه الكلمة هو ما جاء في تقرير رُفع إلى وزير التـربية يشملُ نتائج دراسة مسحت 14 مديرية تربية عبر الوطن، ومست 6000 تلميذ موزعين على 170 مدرسة في الوسط الريفي و30 مدرسة في المدن، وهذه النتائج تتلخص في الجُملة الرهيبة الآتية: إن "الحبوب المُهلوسة و المشروبات الكحولية أصبحت أكثر حضورا في الأقسام من الكتب والكراريس". (الخبر 08 مارس 2014، ص5). و أما تفصيل هذه الجملة المُرعبة فهو أكثر رعبا، حيث ورد في هذا التقرير أن 62,35٪ يتعاطون المخدرات، و25٪ منهم يتناولون المشروبات الكحولية، و15٪ يتعاطون الكيف المعالج، و29٪ يستهلكون الكوكايين و7,5٪ يتعاطون الحبوب المهلوسة. (المصدر نفسه). ومما يدل على أن "عقول" كثير من الجزائريين في خطر هو ما جاء في كلمة الأخ سليم قلالة المنشورة في جريدة الشروق اليومي في 08 مارس 2014 تحت عنوان "أرقام تلغي العقل رسميا"، وملخصُ ما جاء في كلمة الأخ سليم أنه يستحيل عقليا، وحسابيا، ومنطقيا،... أن يجمع المطبلون والراقصون في بضعة أيام ذلك العدد الذي صرحوا به لفائدة مرشحهم لجميع العهدات، خاصة إذا علمنا أن التعليمات "الصارمة" الصادرة عن أعلى المؤسسات "الراشدة" تشترط تنقل كل مُوَقّع على استمارة إلى البلدية للمصادقة على توقيعه؟؟! و يعلق الأخ سليم ذو العقل السليم على هذه... بقوله: "لم يبق لنا سوى أن نوقف عقولنا، بل أن نلغيها تماما لنقبل بذلك"، والدليل على هذا الخطر الذي يجتاح عقول بعض الجزائريين هو قولهم إن صحة الأخ بوتفليقة "جيدة جدا"، وهو على ما نراه، وأن عقله في وضعه الحالي أكبر من عقول الجزائريين، أما عندما كان "على ديدانو" فلا شك في أن عقله في نظر هؤلاء أكبر من عقول جميع البشر، ولا يشبهه في ذلك إلا القذافي، وقول أحد "أمخاخهم" إن الدولة تُسَيرُ بالمخ لا بالكرعين، وقول ثالثهم إن بوتفليقة ليس بحاجة إلى حملة انتخابية، لأن الأخ بوتفليقة في عقل ذلك الشخص ليس كأحد من المترشحين، ولأن هناك من المطبلين والمزمرين والشطاحين من يتولى ذلك نيابة عن الأخ بوتفليقة، لا تعلقا به ولكن تملقا له، واستغراب رابعهم من استغراب الناس من عهدات الأخ بوتفليقة و عدم استغرابهم في رأيه "السديد" من عهدات "الفحلة" ميركل. المصدر :الشروق اليومي10/03/2014 | |
|