قبل سنة 1948 لم نكن نسمع بشيء إسمه دولة إسرائيل ، وكانت أرض فلسطين بتسامح المسلمين خصبة لتحيا فيها الأقليات الدينية معززة مكرمة ، فتغاضى ـ آنذاك المسلمون عن المشروع الصهيوني ـ الذي كان يدبر بليل في اجتمعات سرية وعلنية في أماكن مختلفة من العالم ـ لأسباب إستعمارية من جهة ، و لتهاوي الخلافة الإسلامية أمام الحروب الطويلة التي استُنزفت قوتها أمام القوميات العربية و الدول الأوربية من جهة أخرى .
و بعد احتلال الأرض في 1948 دخلت الأمة مرحلة جديدة أطلق عليها الصراع العربي الإسرائيلي ، ومنذ ذلك التاريخ واليهود على قدم وساق لتثبيت أقدامهم في الأرض إما بالتقتيل أو المجازر أو المساومات المالية المغرية مقابل ترحيل السكان الأصليين ، هذا ولم تفلح المقاومات الشريفة في صد هذا المخطط العدواني بسبب تفوق الآلة الصهيونية المتطورة مقابل بداءة الأسلحة العربية ، وأيضا بسبب تراخي الأنظمة العربية عن نصرتها و التهاء هذه الأخيرة بمصالحها الداخلية .
و بعد فترة وجيزة استطاع الكيان الصهيوني بخبثه صرف الفلسطنيين والعرب عن المقاومة و استدراجهم نحو الطاولة للتفاوض على الأرض ، و هذا الإستدراج ـ الذي رضخ له العرب أكسب الكيان شرعية إقامة دولته ،و هذا طبعا بعد الظفر باعترافات صريحة أمضى بنودها على الورق بعض الأغبياء من العرب تعرِبُ عن حق إسرائيل في أجزاء من الأرض ،
لقد صار التفاوض عادة مفضوحة للعرب العملاء و المحسوبين على القضية ، و المتأمل للأحداث التي تعقب المفاوضات مباشرة يرى و كأن بنود التفاوض لا تنص إلا على مزيد من التقتيل ، و ومزيد من بناء المغتصبات ، ومزيد من تحريم المقاومة و تجريم المقاومين .
و هذا فضلا عن الأقصى الذي يسعى اليهود تحت الأرض و فوق الأرض لاستبداله بهيكلهم الموعود ، وهذا لو حدث ـ لا سمح الله فإنه سيكون بداية للإجهاز على ما تبقى للفلسطنيين من حق تاريخي للأرض ، و تأريخ جديد لدولة إسرائيل ، لأن "فلسطين هي المسجد ، وإسرائيل هي الهيكل" .
ــــــــــ بقلم : katib
*****************************************************