بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: غباء أم مؤامرة السبت 25 ديسمبر 2010 - 13:12 | |
| لا أستبعد أن يكون من سموا أنفسهم مجاهدي أوروبا وراء التفجير الإرهابي الذي وقع في العاصمة السويدية أستوكهولم يوم الأحد الماضي (12/12)، لكنني لا أخفي شكوكا في العملية تدفعني إلى عدم التسليم بأن ذلك هو الاحتمال الوحيد. أدري أن لدى أمثال تلك المنظمات المجهولة التي لا نعرف من أين أتت ولا من وراءها، قدر من الغباء والسذاجة يجعلها تقدم على عملية من ذلك القبيل، لكن الشكوك راودتني حين وجدت أن التفجير الذي تم في أستوكهولم يضر بالمسلمين بأكثر من إضراره بالمستهدفين في السويد. وخطر لي أن يكون الأمر أكثر تعقيدا وخبثا مما بدا لنا لأول وهلة. لقد تحدثت الصحف عن انفجارين وقعا في أحد الأحياء المزدحمة بالعاصمة السويدية، وأن أحدهما انطلق من سيارة كانت محملة بأسطوانات الغاز. وأن الانتحاري الذي قتل في انفجار السيارة كان يرتدي كوفية فلسطينية مرقطة، وأنه كان يردد عبارات رجح الذين سمعوها أنها باللغة العربية. كما ذكرت وكالات الأنباء أن الانفجارين وقعا بعد عشر دقائق من تلقي وكالة الأنباء السويدية (تي.تي) رسالة تهديد عبر البريد الإلكتروني بشأن الوجود العسكري السويدي في أفغانستان، وتفجر أزمة الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام. وفي وقت لاحق ظهر في الأفق موقع يسمع به لأول مرة يحمل اسم «شموخ الإسلام»، أعتبر أنه حقق نصرا إعلاميا كبيرا حين نشر اسم الانتحاري الذي قام بالعملية (تيمور عبدالوهاب، قيل إنه من العراق). وظهر الشاب وسط واد أخضر وقد ارتدى بدلة سوداء، ونظارة من ذات اللون وقد وضع يديه في جيبي سرواله. أثار انتباهي في العملية اختيار المكان وتوقيت العملية وبعض التفاصيل المتعلقة بالانتحاري الذي قام بالتنفيذ. فقد ذكرت التقارير أن التفجير كان تصفية للحساب مع السويد التي أرسلت بعض قواتها للاشتراك في القتال بأفغانستان، والتي نشرت فيها الرسومات المسيئة للرسول. واستغربت أن يتذكر هؤلاء تلك الخلفية الآن، بعدما مر عليها أكثر من ثلاث سنوات. ولاحظت أن التفجير تم في الوقت الذي عبرت فيه دول شمال أوروبا عن تضامنها مع الفلسطينيين بصور شتى. فقد راج في المنطقة بصورة منقطعة النظير كتاب «عيون على غزة» الذي ألفه الطبيبان النرويجيان مارس جيلبرت وإيريك فرس، اللذان سجلا تجربتهما حينما ذهبا لإغاثة الجرحى والضحايا أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، وفضحا فظاعة الحدث وبشاعة الممارسات الإسرائيلية. طبع الكتاب ست مرات في النرويج، وترجم أخيرا إلى اللغة الإنجليزية. وقد امتدح وزير خارجية النرويج يوناس جار ستور الكتاب، ونظمت حملة نرويجية ضمت مائة شخصية بارزة دعت إلى مقاطعة إسرائيل أكاديميا وثقافيا. قادها إيجيل أولسن، مدرب الفريق الوطني لكرة القدم، الذي قال إن الحملة تمثل رأي 90٪ من النرويجيين. كما أن وزيرة خارجية الدنمرك ليني إسبرسن أعلنت موقفا جريئا ضد المستوطنات، أزعج الخارجية الإسرائيلية التي طلبت إيضاحات من سفارة الدنمرك. إذ هاجمت المستوطنات وقالت إنها غير شرعية وتمثل عقبة أمام السلام، وطالبت رجال الأعمال الدنمركيين بعدم القيام بأي عمل يساعدها. الخلاصة أن دول إسكندنافيا شهدت في الآونة الأخيرة أجواء إيجابية متضامنة مع العرب والفلسطينيين، بدت نشازا وسط حملة العداء لهم والتي هبت رياحها في هولندا وألمانيا وسويسرا، وإذا بعملية التفجير الأخيرة تنطلق في أستوكهولم لتقلب الصورة رأسا على عقب. من ناحية أخرى، استوقفتني حكاية الكوفية الفلسطينية التي تلفع بها الانتحاري وهو ذاهب لكي يفجر نفسه. في حين يفترض أن يتخفى حتى لا ينكشف أمره. وكأن هناك من قصد وضع الكوفية لكي يشير بسهم الاتهام إلى الفلسطينيين ــ واستغربت أن يذهب صاحبنا لكي يفجر نفسه بالكوفية الفلسطينية، وحين نشر موقع «شموخ الإسلام» صورة له، بدا واقفا وسط الخضرة وقد ارتدى بدلة غربية ونظارة سوداء، كأي ممثل سينمائي. أمام هذه الملاحظات فإننا نصبح أمام أحد احتمالين، إما أن هذه المجموعة اتسمت بغباء لا حدود له وأساءت تقدير كل شيء، حتى تصرفت على ذلك النحو. وإما أن نكون بصدد ملعوب تم تدبيره من جانب أطراف ذات مصلحة لترويع الأوروبيين، وتنفير الجميع من المسلمين، وصرف الانتباه عن فضائح وثائق ويكيليكس التي شغلت الدنيا وحيرت الناس ــ والله أعلم.
فهمي هويدي
| |
|