بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: تعريف دراسة الحالة الأربعاء 6 أبريل 2011 - 22:01 | |
| مــــقدمـــــــــة
تعد دراسة الحالة Etude de cas من أهم التقنيات والآليات التحليلية التي تستعين بها عدة علوم ومعارف كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد والطب والبيداغوجيا وعلم الإدارة… وتسعف هذه الطريقة التحليلية الدارسين والمحللين والمتدربين وطلبة العلم على مواجهة المشاكل والوقائع عن طريق تحليلها ومدارستها وتشخيص الوضعيات سواء أكانت بسيطة أم معقدة من أجل معالجتها وإيجاد الحلول الناجعة للصعوبات التي يتعرض لها الأفراد والجماعات داخل سياق زمكاني معين لتمثلها قصد مواجهة وضعيات متشابهة في المستقبل. وتشكل دراسة الحالة أيضا وسيلة تقويمية لمجموع المشاكل التي يواجهها الإنسان في محيطه عن طريق تحويلها إلى ظواهر رمزية افتراضية أو واقعية في شكل خطابات سردية أو وصفية محبكة بشكل معقد ومتضمنة للوضعيات الإشكالية التي ينبغي معالجتها بطريقة علمية موضوعية قصد الوصول إلى الحلول المناسبة لاتخاذ القرارات الملائمة بصددها.ونحن في هذه الدراسة سوف نقتصر على دراسة الحالة في المجال المدرسي من أجل التعمق في آلياتها النظرية والمنهجية والتطبيقية. تعريف دراســـــة الحالة: الحالة لغـــــــة: تشتق كلمة من فعل حالوحول والمصدر الاسمي حال أو الحال. ومن ثم، فالحالة في اللغة الحال،والحالة في علم النفس الهيئة النفسية أول حدوثها قبل أن ترسخ، والحال فيالطبيعة كيفية سريعة الزوال من نحو حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة عارضة. أماالحال فهو الوقت الذي أنت فيه،ويتبين لنا من هذه الاشتقاقات اللغوية أن الحالة هي صفة الشيء وهيئته وطبيعته وأحواله المتغيرة ، أما في اللغة الأجنبية فكلمة cas تعني حالة وحال وظرف وعارض ، وقد يقصد بها حالة إعراب في مجال النحو واللسانيات. ب- دراسة الحالة اصطلاحا: دراسة الحالة عبارة عن وضعية إشكالية قد تكون خيالية افتراضية أو واقعيةتنصب على دراسة مجموعة من الظواهر والأشياء والتصورات والنظريات والعوامل داخل سياق معين. وتعتبر دراسة الحالة من أبرز الأدوات التي تساعد الباحث على جمع معلومات شاملة و استحصال قدر أكبر من المعطيات لدراسة الحالة قيد الدراسة سواء في المجال النفسي أم الاجتماعي أم التربوي من أجل اتخاذ قرارات صائبة في لمعالجة ظاهرة ما. ومن هذه التعاريف أن دراسة الحالة طريقة إجرائية تحليلية لدراسةالظاهرةالاجتماعية من خلال التحليل المعمق للإحاطة بحالة معينة ودراستها دراسةشاملة، وقد تكون هذه الحالة فردا أو مجتمعا محليا أو مجتمعا كبيرا أو أيةوحدة أخرى في الحياة الاجتماعيةومن الذين عرفوا دراسة الحالة نذكر يان R.Yin ، وذلك فيكتابه” بحث في دراسة الحالة“Case Study research الذي خصصه للجانب الاجتماعي ، ودراسة الحال عنده عبارةتحقيق تجريبي لظاهرة معاصرة مدروسة في سياقها خاصة عندما تكون الحدود بين الظاهرة وسياقها غير عادية وطبيعية. وتجيب دراسة الحالة عن الأسئلة التالية: ماذا؟ وكيف؟ ولماذا؟ ونفهم من كل هذا أن دراسة الحالة هي عبارة عن تحليل تنظيمي لوضعية ما من أجل إيجاد الحلول ومعالجة المشاكل.
ويعرف شامبرلان و لاڤوا وماركيزChamberland, Lavoie et Marquis, دراسة الحالة بأنها عبارة عن مشكل افتراضي أو واقعي يستوجب تشخيصه قصد إيجاد حلول واستنباط قواعد ومبادئ تطبيقية لاستعمالها وتوظيفها في حالات مشابهة. . وباختصار، فدراسة الحالة هي بسط أو نشر وضعية داخل سياق معين. وتساهم دراسة الحالة في البحث عن المعلومات التي توصل إلى تحليل المشكل أو إلى اتخاذ القرار الناجع. -مصادر دراسة الحالة نستقي معطيات دراسة الحالة ومتونها وأمثلتها ونماذجها الواقعية و الافتراضية التي يمكن تسخيرها للبحث والمعالجة والتشخيص والتقويم والدراسة والمعالجة قصد تمثلها نظريا وتطبيقيا من مصادر عدة ومراجع متنوعة، ويمكن حصرها في الأشخاص الذين يتحولون إلى مصادر للتوثيق المرجعي، والصحف، والمجلات، والكتب، والمواقع الإلكترونية والشبكات الرقمية، والتوثيق التاريخي، وأرشيف المؤسسات التربوية التعليمية، والوثائق الواقعية، والإحصاء، والببليوغرافيات، والدراسات التي تناولت ومازالت تتناول دراسة الحالة بشكل نظري وتطبيقي… مواصفات دراسة الحالة وطريقة صياغتها: تصاغدراسة الحالة التربوية أو التعليمية أو الإدارية بطريقة سردية أوصفية أودرامية أو استجوابية توليدية، كما تصاغ في شكل سيناريو يصف مجموعة منالظروف التربوية أو الإدارية التي تشخص مشكلا ما ، كما ترد في شكل قصة محبكة تخضع لمجموعة من آليات المتن السردي من أحداث وعقدة وشخوص وفضاءوصياغة أسلوبية، أو ترد في شكل سيرة تاريخية تتضمن قضايا أو مشكلات تربويةأو إدارية مقصودة يشار إليها من خلال أسئلة محددة. ويعني هذا أن دراسةالحالة عبارة عن مثال إجرائي واقعي ملموس وحسي، يصاغ بطريقة تقريرية وصفيةأو سردية أو في شكل حوار درامي قابل للتشخيص والتمثيل. وقدتصاغ دراسة الحالة في شكل أحداث ومواقف افتراضية خيالية أو واقعية مستمدةمن مشاكل الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات ، وقد تكون مشاكل مستعصية قدمتلها معالجات فاشلة فتحولت إلى نصوص رمزية عامة لجعل المتدربين والباحثينالتربويين والمدرسين والإداريين يفكرون في طرائق معالجتها بواسطة استعمالالفكر النقدي والغربلة الذهنية لإيجاد الأجوبة الممكنة والملائمة. وبتعبير آخر، إن دراسة الحالة عبارة عن موقف معقد يعطي للمحلل المجاللاستخدام كفاءاته الذهنية والتحليلية والمنهجية لتحديد المشكلة المستعصيةأو نقطة الخلاف الرئيسة في هذا الموقف المعطى واقتراح مايراه من حلولناجعة لمعالجة هذا الموقف. ومنعوامل نجاح أسلوب دراسة الحالة التربوية قدرة كاتب الحالات التربوية علىتحبيك القصة وإبراز المشاكل والقضايا المستعصية، وصياغة الأسئلة الملحقةبالحالة بصورة تساعد على تحيين المشكلات والوضعيات الصعبة، والتي تسعفالدارس بدورها على حلها مع ربط الحالة المدروسة بقضية تربوية. أنــــواع دراسة الحالة : يمكن الحديث عن أنواع عدة من الحالات حسب المجالات والميادين وحسب مجموعة من العناصر والمكونات. فعلىمستوى المضامين، يجوز الحديث عن الحالة التربوية المتعلقة مثلا بمناهجالتعليم والطرائق البيداغوجية كالتدريس بالكفايات و الوضعيات، وتناولالظواهر السائدة في المحيط التربوي والتعليمي كظاهرة الغش، والتغيب ، وعدمالاهتمام، والرسوب، والكسل، وهناك تصنيف آخر للحالة المدروسة يرتكز على المنهجية والخطوات الإجرائية، إذ نجد حالة التحليل Le cas analyse( ينصب التركيز فيها على تحليل الحالة وإبراز مشكلها)، وحالة القرار Le cas décision( ينصب الأمر على تحديد القرار المتخذ في قضية ما)، والحدث النقدي L’incident critique(يرتكز عند موشيللي على دراسة حدث معقد أو وضعيات متشابكة تتداخل فيها علاقات إنسانية من خلال رؤية نقدية). وهناك تصنيف آخر للحالة على مستوى الكمي والتقنين، فهناك الحالة المكتملة النهائية، والحالة المتتالية في التدرج، وهي الحالة التي لم تكتمل بعد، بل هي مازالت في التدرج كما هو شأن حالة القرار، وتقنية بيگور Technique de Pigorsالتي تعتمد على تقديم معلومات قليلة عن الظاهرة ، لذا تستوجب الحالة جمع معلومات كثيرة عن الموضوع المدروس عن طريق الحوار والاستجوابات والمقابلة ، والحالة الجزئية Cas partiel التي تتكئ على معطيات جزئية غير كافية لدراسة الظاهرة بشكل كلي. وهناك حالات أخرى على مستوى تجنيس الظاهرة المرصودة ، إذ يمكن الحديث عن حالة الغير، وحالة الشهادة، والحالة المسرودة دراميا، وحالة لعب الأدوار حيث يستدعى الفاعلون لتشخيص الأدوار المنيطة بهم بطريقة حيوية ديناميكية. كيفية التعامل مع دراسة الحالة؟ تستوجب دراسة الحالة مجموعة من الخطوات الأساسية التي ينبغي أن ينطلق منها الدارس أو الباحث منأجل رصد المشكلة ومعالجتها وإيجاد الحلول الناجعة للوضعية الإشكالية،وعليه، تمر دراسة الحالة بهذه الخطوات الإجرائية الهامة: * قراءة النص المعطى * تبيان نوع الحالة * تحديد موضوع الدراسة أو الحالة الخاضعة للرصد *ملاحظة النص ملاحظة جيدة من خلال التركيز على كل مفاهيم النص وعناصره البارزة * طرح السؤال الإشكالي المحوري * فهم النص واستقراء محتواه الدلالي والإشكالي
منقول
| |
|