بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: بين ملايين الثورة وآلاف عمر سليمان الأحد 8 أبريل 2012 - 21:24 | |
| منطق غريب اتبعه اللواء عمر سليمان نائب الرئيس "المخلوع" ورئيس مخابراته الأسبق، عندما أعلن ترشحه للرئاسة، وغيَّر موقفه خلال 36 ساعة، رغم أنه مرارًا وتكرارًا ما كان يقول إنه لن يترشح للانتخابات، وساق مبررات في بيانه فجر الخميس الماضي، وأعلن فيها عدم ترشحه، وقال إن أمر خوضه الانتخابات بات مستحيلاً.
وبعد قرابة 40 ساعة وعصر الجمعة، خرج ليقول إنه بناءً على الضغوط الشعبية يعلن ترشحه للرئاسة، رغم أن المبررات التي ساقها في بيانه الأول ما زالت قائمة ولم تتغير، ولم يحدث في مصر أي جديد يدفعه لتغيير رأيه.
ففي البيان الأول فجر الخميس قال سليمان ما نصه: "لقد حاولت حتى فجر أمس أن أتغلَّب على كل المعوقات المتصلة بالموضوع الراهن ومن طلبات الترشح الإدارية والتنظيمية والمادية، ووجدت أنها تعوق قدرتي على الوفاء بها، وغير ذلك مما يتنافى مع مبادئي التي اعتنقتها طوال حياتي؛ لذلك فإنني أتقدم باعتذاري عن تلبية ندائكم ربما لأول مرة في حياتي، ومع رغبتي في الحفاظ على تاريخ أعتزُّ به دائمًا.. لقد حرصت طوال حياتي على الجدية الكاملة وتحمُّل المسئولية الحقيقية والسعي للنجاح وتحقيق الأهداف".
هكذا أعلن سليمان عزوفه عن الترشح، وبعدها بدقائق خرج مؤيدوه بتنظيم مليونية في العباسية لثنيه عن قراره، وجاءت المليونية الحاشدة التي لم يشارك فيها على أكثر تقدير 5 آلاف، تطالبه بالترشح، فاستجاب ليصدر بيانًا يتناسى فيه كل المبررات التي ساقها في بيانه السابق، ويقول: "لقد هزَّتني وقفتكم القوية وإصراركم على تغيير الأمر الواقع بأيديكم.. إن النداء الذي وجهتموه لي أمر، وأنا جندي لم أعصِ أمرًا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبّي هذا النداء، وأشارك في الترشح، رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات".
أعلن سليمان الترشح بناءً على دعم الـ5 آلاف، وتناسى أن مليونيات الثورة اعترضت على تنصيبه للرئاسة، ورفعوا الأحذية في وجهه عندما فوَّضه "المخلوع" يوم 10 فبراير 2011 بمهام الرئيس؛ هم أنفسهم الملايين الذين هتفوا بسقوطه مع "المخلوع" يوم 11 فبراير.
أي منطق يفكر به أحد أكبر فلول "المخلوع" والذي كان يتولَّى جهاز مخابراته على مدار سنوات طوال، وأي حسابات يحسبها هذا "الفل" بعدما لفظه الشعب المصري وتناسوه ورفضوه أيام الثورة وبعدها، وأي رؤية ومستقبل ينظر به في ظل لفظ المصريين له ولنظامه، وتأكيدهم ذلك مرارًا وتكرارًا؟!
أجد أن موظفًا عموميًّا بمحافظة المنوفية قد نجح في جلب تأييد 30 ألف توكيل، وفنانًا ومطربًا شعبيًّا نجح في جمع 55 ألف توكيل، ولكن سليمان الذي استجاب لـ5 آلاف تظاهروا في العباسية حتى الآن لم يستطع جمع الـ30 ألف توكيل، فكيف إذًا يعلن ترشحه للرئاسة؟!
ترشح "سليمان" سيقسم الفلول ويشتِّت أصواتهم إلى 3 طوائف: أحدهم معه، والثاني مع أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد "المخلوع" والذي خرج الشعب المصري ضده في مليونيات أيضًا إبَّان الثورة، وعمرو موسي وزير خارجية "المخلوع" ومرشحه لرئاسة الجامعة العربية لدورتين متتاليتين.
بيانا سليمان أشتمَّ فيهما رائحة "مبارك" والمؤسسة العسكرية التي تناور بين يوم وآخر، بل بين لحظة وأخرى؛ من أجل الحفاظ على وجودها وسيطرتها على مجريات الأمور في مصر، واستمرار الحكم العسكري في البلاد.
بقلم: إسلام توفيق نقلا عن موقع : الإخوان المسلمون
| |
|