أكثر من 8 ملايين تلميذ يلتحقون اليوم بمقاعد الدراسة
النقابات تهدد بـ”دخول مدرسي ملغم”
يلتحق، اليوم، أكثر من 8 ملايين تلميذ وتلميذة بمقاعد الدراسة، في موسم دراسي جديد يغلب عليه مجموعة من القرارات اتخذتها وزارة التربية في تعديل البرنامج الدراسي والمنهاج المتبع في التدريس، فيما تبقى بعض العراقيل تهدد استقرار الموسم، كالخلل الذي خلّفته الإصلاحات المبنية على ضغوطات سياسية، ومطالب النقابات العالقة التي وضعتها شرطا لضمان موسم هادئ.
سجل الموسم الدراسي هذه السنة زيادة في عدد التلاميذ بـ321.978 تلميذ، بنسبة 95،3 بالمائة، وهي الزيادة التي ستحمل مسؤولية إضافية لوزارة التربية التي انطلقت في مشروع الإصلاح وضمان مقعد مريح لكل تلميذ، مع العلم أن القطاع لازال يسجل مشاكل بالجملة، فالطور الابتدائي لوحده سيسجل التحاق أكثر من 170 ألف، فيما وصل عدد الملتحقين بالطور الثانوي 107 آلاف تلميذ، في الوقت شهد التعليم التحضيري ارتفاعا وصل إلى 50020 فوج.
زيادة قابلها استلام الوزارة لعدد مهم من المؤسسات التربوية، منها 254 مدرسة ابتدائية و99 متوسطة، و109 ثانوية، وسيتكفل بالتعليم بهذه المؤسسات أكثر من 20 ألف مدرس من خريجي المدارس العليا للأساتذة، كما استفاد القطاع من قرابة 13 ألف منصب مالي بيداغوجي، ليصل مجموع مستخدمي قطاع التربية هذه السنة 664.864 مستخدما.
وفي إطار سلسلة الإصلاحات، برمجت الوزارة هذه السنة مجموعة من التعديلات التي تهدف إلى إحداث توازن بالقطاع، منها اعتماد مناهج جديدة في تدريس مادة اللغة الفرنسية للسنة الرابعة متوسط، وإعادة تنظيم الجدول الزمني الدراسي في مرحلة التعليم المتوسط بطريقة تتطابق مع محتويات المناهج، إضافة إلى إدراج اللغة الإيطالية كخيار ثالث في شعبة اللغات الأجنبية في مرحلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، بالإضافة إلى إجراءات تنظيمية جديدة للتخفيف من ثقل المحفظة.
وبالحديث عن الشق الاجتماعي، خصصت الحكومة 9 ملايير دينار لفائدة ثلاثة ملايين تلميذ، كما سيستفيد 4 ملايين تلميذ معوز من مجانية الكتب المدرسية، في حين سيصل عدد المطاعم المدرسية هذه السنة 14739 مطعما.
مبالغ ضخمة ضخت لهذا الدخول المدرسي ككل سنة باعتباره القطاع الأهم، إلا أنه في المقابل لا يزال يسجل نقائص أبقت على تصنيف المدرسة الجزائرية في ذيل المدارس العالمية بالنظر إلى الإصلاحات الهشة التي لم تنبن على قواعد متينة ولم تحضر لها الأرضية اللازمة، ما أسفر عن حشو غير مسبوق أرهق الأستاذ والتلميذ معا، وما ظاهرة الاكتظاظ اليوم إلا أكبر دليل.
فرغم عدد المؤسسات التي تفتح في كل سنة، إلا أن الظاهرة مستمرة وأصبحت تؤثر سلبا على سير العملية البيداغوجية، بالإضافة إلى المطالب العالقة للنقابات حول تسوية وضعية العديد من الأسلاك، كالنظار والمساعدين التربويين والأسلاك المشتركة، والفصل في ملفات عالقة كالمناصب المكيفة وطب العمل، وهي مطالب رفعتها النقابات وتمسكت بتسويتها لضمان موسم دراسي مستقر.
المصدر : جريدة الخبر