شلل في الثانويات واستجابة محتشمة في الابتدائيات والمتوسطات
تعرض قطاع التربية، أمس، لأول ”هزة” منذ الدخول المدرسي الجديد، بعد أن استجاب الأساتذة والمعلمون وكذا المساعدون التربويون لنداء الإضراب الذي دعت إليه تنظيماتهم النقابية. وستتبع هذه الحركة الاحتجاجية المفتوحة باعتصام أمام مقر وزارة التربية للضغط على الوزير بابا أحمد وإجباره على الاستجابة لمطالب المضربين. يأتي هذا في وقت كانت الوزارة قد استجابت لسلسلة من المطالب المهنية.
نجح، أمس، مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، في شل معظم ثانويات الوطن، حيث بلغت نسبة الاستجابة الوطنية 85 بالمائة، فيما لم تتجاوز 40 بالمائة بالنسبة لطوري الابتدائي والمتوسط. وحذر ”الكناباست” وزير التربية من خطورة الوضع، باعتبار أن الإضراب مفتوح ولن يتوقف قبل استجابة مصالحه للمطالب المستعجلة.
شهدت قاعات الدراسة على مستوى الثانويات، طيلة نهار أمس، هجرة كبيرة من قبل التلاميذ والأساتذة، وإن كان هؤلاء قد التحقوا في أولى ساعات الصباح لتسجيل الحضور، مثلما يقتضيه القانون، إلا أنهم باشروا رسميا إضرابهم المفتوح الذي دعا إليه مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع ”كناباست”، حيث من المقرر أن يتواصل إلى غاية تلبية المطالب المستعجلة.
ويتعلق الأمر خاصة برفع المضايقات الممارسة ضد النقابيين، وتطبيق مضمون المحاضر الموقعة بين النقابة والوصاية المتعلق بتطبيقات القانون الخاص، لاسيما إدماج الموظفين الأيلين للزوال في المناصب القارة، ومعالجة ملفات المناصب المكيفة والسكن، والتعجيل في تنصيب اللجنة الحكومية الخاصة بجرد ممتلكات الخدمات الاجتماعية من منقولات وعقارات.
وتمكن ”الكناباست”، أمس، من تجنيد قواعده على مستوى معظم ولايات الوطن. ففي العاصمة مثلا، شهدت ثانويات كل من المقراني 2 ببن عكنون، وحسيبة بن بوعلي والإخوة حامية في القبة، وثانويات كل من السعيد تواتي في باب الوادي، وديدوش مراد والسعيد حمدين في ”لاكونكورد” ببئر مراد رايس، حالة شلل متفاوتة. وبلغة الأرقام، بلغت النسبة في الجزائر وسط، 65 بالمائة، مقابل 95 بالمائة في الجزائر غرب، و75 بالمائة في الجزائر شرق، وفي بومرداس والبليدة 90 بالمائة، عنابة 85 بالمائة، البويرة 95 بالمائة، النعامة 65 تلمسان 82 بالمائة، الأغواط 90 بالمائة، ورڤلة 60 بالمائة، وهران 40 بالمائة قسنطينة 90 بالمائة، إليزي 55 بالمائة، خنشلة 91 بالمائة، عين تموشنت 82.48 بالمائة. وشدد المكلف بالإعلام على مستوى ”الكناباست”، مسعود بوديبة، بأن تسجيل نسبة محتشمة في الطورين الابتدائي والمتوسط، راجع إلى أمور تنظيمية، باعتبار أن هيكلة النقابة على مستوى هذين الطورين، لازالت في بدايتها، ما جعله يتوقّع ارتفاع معدل الاستجابة خلال الأيام المقبلة، ما لم تتحرك وزارة التربية لعقد جلسة عمل تزامنا مع الشروع في تجسيد المطالب المستعجلة.
ووصف محدثنا، الاجتماع الذي دعا إليه وزير التربية عشية الإضراب بـ”البروتوكولي”، لأنه لم يتناول في جدول أعماله الإضراب، ما يفسر قرار ”الكناباست” مقاطعته. وتساءل ممثل النقابة، عما إذا كان الوزير بابا أحمد واع بمدى خطورة الوضع داخل قطاعه، باعتبار أن الإضراب مفتوح ومتجدد آليا، أم أنه ”يتعمّد” عدم الاستجابة لمطالب مستخدميه لأغراض خاصة. والمهم يقول، إنه ليس من مصلحة الوصاية استغلال العدالة، لإجهاض الإضراب مادام شرعيا واستوفى كل الشروط اللازمة، وهو ما حذرت منه النقابة في وقت سابق، حيث قالت إن الوزارة مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى، باحتواء غضب مستخدميها، من خلال الالتزام بتعهدات كانت قد التزمت بها في محاضر رسمية موقّعة، وإلا، يضيف، فان مسؤولي القطاع يتحمّلون مسؤولياتهم كاملة، لأن القطاع أصبح اليوم على كف هزة ستعيد هاجس السنة البيضاء، فالإضراب المتجدد آليا هو إضراب مفتوح، يضيف، ووقفه مرهون باستئناف جلسات العمل وتجسيد المطالب المستعجلة.
من جهتها، أصدرت وزارة التربية، مساء أمس، بيانا أكدت فيه أن نسبة الاستجابة لإضراب ”الكنابيست” كانت في حدود 06.77 %، موزعة على 0.33 % بالتعليم الابتدائي و1.84 % بالطور المتوسط و26.37 % بالتعليم الثانوي.
جريدة الخبر