لو كنت مدير مدرسة

لو كنت مدير مدرسة :
لو كنت مدير مدرسة ابتدائية وكنت في مثل مطلع هذا العام الدراسي الجديد لعملت بعد حمد الله على سلامة المعلمين و عودتهم من عطلتهم بالإجراءات التالية :-
1. لو كنت مدير مدرسة : لاجتمعت بمعلمي المدرسة بعد توقيع محاضر استئناف العمل للترحيب بهم و الإطمئنان عليهم و تزويدهم بكل جديد حاثا إياهم على تجديد العهد.
2. لو كنت مدير مدرسة : لأسندت أقسامها إلى المعلمين وفق ما يناسب الواحد منهم ، فلا إرضاء لمعلم مع غمط حق تلميذ .
3. لو كنت مدير مدرسة : لراقبت أعمال المعلمين منذ أول يوم و العمل على توجيهها نحو مقاربات الإصلاح و المناهج و الكفاءات .
4. لو كنت مدير مدرسة : لضبطت نظامي التربوي ، وعملي البيداغوجي ، و أعطيته من الوقت تخطيطا و تنفيذا و تقويما ، أكثر من أي وقت .
5. لو كنت مدير مدرسة : لدرست حاجة مدرستي من الحاجات و الخدمات ، متصلا بكل من يمكن أن يمدها بيد العون خدمة لأبنائي ، مدركا أن التغيير في حاجة إلى تحركات و وقفات ، موقنا أن في المجتمع و عند الأفراد الخير الكثير.
6 لو كنت مدير مدرسة : لاجتهدت في تزويد معلمي المدرسة بكل ما يجد في الساحة التربوية و المعرفية حتى ترقى معارفهم و تتحسن أداءاتهم .
7. لو كنت مدير مدرسة : لأشركت معلمي المدرسة في تسيير مؤسستهم ، مؤمنا بأن لا قيادة إلا بالتسيير الجماعي ، و لا تحقيق للأهداف إلا بجهودهم فهم ماسكو مقودها ، فمنجوها أو هالكوها
8. لو كنت مدير مدرسة : لقمت باستغلال كل الفضاءات لدعم و علاج حاجات المعلم و المتعلم
9. لو كنت مدير مدرسة : لما قتلت هوايات المتعلمين و طمست إبداعاتهم ، ففي المدرسة ما يشبع حاجاتهم و ينمي شخصياتهم غير حصص الوحدات التعلمية ، أقصد تفعيل الأنشطة اللاصفية من مسرح و موسيقى و رياضة و نوادي.
10. لو كنت مدير مدرسة : لعملت رفقة فريقي التربوي على تحليل النتائج المدرسية بعد كل فصل دراسي حتى نثمن ما يمكن تثمينه و نتفادى ما يمكن تفاديه حاملين ميزان الحق ، ميزان الموضوعية و الصدق و الثبات و التميز.
11. لو كنت مدير مدرسة : لا عتبرت أن مختلف المراسلات الواردة إلي تهدف إلي تنظيم شؤون المدرسة و تحسن مردوديتها ، فلا أكتفي بالإطلاع عليها و صفد أوراقها بسلاسل حافظات الأرشيف .
12. لو كنت مدير مدرسة : لاستثمرت حفلات المدرسة في تكريم المتعلمين و تلميع المعلمين .
13. لو كنت مدير مدرسة : لجعلت يوم الدخول المدرسي عيدا لتلاميذ السنة الأولى و قسم التربية التحضيرية حتى تنقش ذكرى تمدرسهم بنفوسهم و عقولهم إلى الأبد.
14. لو كنت مدير مدرسة : لفكرت جليا فيما يمكن أن أضيفه إلى المدرسة هذا الموسم ، و ما هي البصمات التي يمكن أن تشهد يوما على أنني قد مررت بها و تقلدت رئاستها.
15. لو كنت مدير مدرسة : لا ستحضرت صور من سبقني إلى تسيير مدرستي ، وما هي الآثار الشاهدة على تقصيرهم حتى أتفاداها ، أو إنجازاتهم فأتحداها.
16. لو كنت مدير مدرسة : لما تخليت عن وظيفتي التربوية و انصرف شغلي و فكري و جهدي و وقتي إلى غيرها
17. لو كنت مدير مدرسة : لما عملت بنفس الجهود مع انتظار النتائج المغايرة ، فهذا من السذاجة كما قال أنشتاين.
18. لو كنت مدير مدرسة : لجددت نية العمل لله حتى تبارك أعمالي و تزكى حسناتي.
19. لو كنت مدير مدرسة : لما نسيت أن مدرستي تحمل اسم شهيد ، و ترفرف فوق مدخلها راية ، وعلي أن أعمل بوصية الشهيد مصطفى بن بولعيد رحمه الله : عليكم بتقوى الله ، و حب الوطن ، و ذكرى الشهداء .
20. لو كنت مدير مدرسة : لكنت كما ينبغي ان يكون المدير.
----
لو كنت مدير مدرسة : لكان الله وحده هو المستعان.

استنتجت من مقالك أستاذنا الفاضل أن مسؤولية مدير مدرسة :
هي أخلاق بالدرجة الأولى قبل أن تكون سلطة ،
ـ صناعة للأجيال قبل أن تكون وظيفة ،
ـ قدوة يتأسى بها أعضاء الفريق .
ـ إرضاء لله تعالى دون سواه من الخلق .
ـ زرع لقيم المشاركة الجماعية في التسيير ، و ليس تواطؤ على التقاعس و التفريط .
ـ أمانة ليس مثلها أمانة في المحافظة على الممتلكات العامة و لو بقدر قلامة .
ـ هي منح للطاقة و الحيوية لروح الفريق بالمعاملة الطيبة والبشاشة و لطف المعشر .وليس تيئيسهم بالعنجهية و هجانة المنظر .

ـ أتمنى لنفسي و لكل من يقرأ مثل هذه المساهمات أن لا نقرأ لنتسلى أو نرفه أفكارنا ، بل نقرأ لنعمل ، فإذا عملنا فلن ننسى ما نقرأ .
ـ جزيت خيرا أستاذنا الكريم على حضورك العطر بيننا ، فلن نظفر بالنصر في معاركنا إلا بوجود قادة مميزين من أمثالك .