بوشويحةب الإدارة
عدد المساهمات : 1722 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 46 الموقع : بشار
| موضوع: أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي . الخميس 21 أبريل 2011 - 23:02 | |
| أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني ***كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي ***وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً ***صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ ***بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني يَبكي مَعـي حينما أبكي على زمنٍ ***دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِـنَ الزَّمنِ ****** يلومُني فيكِ يـا أُمّـي فأعذرهُ ***على المـَلامةِ لـكنْ ليـسَ يَعذرني عَيناهُ بحرانِ مِـنْ شكٍّ ومِـنْ قلقٍ ***ودَمعُ عينيهِ مـثلَ الـمَوجِ يُغرِقني وصوتـهُ سابـحٌ حولي ككوكبةٍ ***مـِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمـرني يلومني فيكِ يا أُمّـي وليس مـعي ***عذرٌ سوى أنَّ أوجـاعي تُمزِّقني سَفحتُ في كـفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ *** عَـنِ الإجابةِ لـكنْ ظـلَّ يَسألني لِما كَبُرتَ..؟ أنا..! هُمْ كلُّهمْ كـَبُروا *** فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَـنْ يُحاسِبني كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها *** مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ ثمَّ انفرطنا و مَـا زالـتْ أصابِعُها *** تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ هـي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا *** يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ كَبُرتُ حقَّاً..! أرى وجهي فأُنكرُهُ *** وحينَ أسألهُ : مَـنْ أنتَ؟ يُنكِرُني كَبُرتُ حقَّا..! وأظفارُ الأسى حَـفرتْ *** في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مـِنَ المِحَنِ كَبُرتُ حقَّا..! وشابتْ فيَّ ذاكرتي *** حـتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني ****** أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُـرقٍ *** تلتفُّ مـثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ أعْدو وراءَ أمـانٍ لا مكانَ لـهُ *** ومِـنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني أبكي عَـليَّ فـلا يبكي مَـعي أحدٌ *** في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني هذي بـلادٌ بـلا قلبٍ قَتلْتُ لها *** قلبي الَّذي كـادَ بالأحزانِ يَقتلُني رميتهُ عندَ رِجليها فمـا رضيَتْ *** وبعتها كلَّ أحلامي بـلا ثمنِ هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها *** ولمْ تكنْ قَـطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني ******* أُمّي و أُمّي و أُمّي كـيفَ أعزفـها ***على فَـمي نَغماً في السِّرِ و العَـلنِ هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَـسدي *** مِـنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني إنِّـي أعـودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً *** أحـبو إلـيكِ وأشواقي تُسابقني عصيتُ قلبي سنيناً في رضـاكِ فهلْ ***جنَّاتُ عَـدْنٍ علـى كفَّيكِ تقبلني مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ*** كالبَحرِ يَلفظني حيناً ويَبلعني مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً ***بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألـوذ بها ***مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني مُدِّي إليَّ ولو نعشاً ولو كفناً *** يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني و عانقيني أنـا روحٌ بـلا جسـدٍ *** و أنتِ آخـرُ فِردوسٍ يُعانـقني
شعر ابراهيم طيار
| |
|